الأهرامات ليست مجرد بناء حجري، بل هي رموز هندسية وتاريخية تحمل رسائل للأجيال. وفي هذا المقال، نحاول أن نقارن الهرم السوداني الكوشي مع الهرم الموجود على ورقة الدولار الأمريكي، محاولين فك بعض الرموز والهندسة الكامنة خلف الشكل، ونضعها في سياق الأهرامات المصرية.
الأهرامات السودانية: الهندسة الحادة والرمزية
تقع الأهرامات السودانية في مواقع مروي، نوري، وجبل البركل، وكانت جزءًا من حضارة مملكة كوش.
مروي (النوبة العليا): نحو 50 هرمًا ملكيًا وملكات، زاوية الميل 70°–75°، مع قاعدة مربعة صغيرة نسبيًا.
نوري: أهرامات الملوك مثل هرم الملك تيمح، زاوية الميل 70°–72°، قاعدة ضيقة وارتفاع منخفض، لكنها حادة جدًا.
نهضة (جبل البركل): أهرامات صغيرة، زاوية الميل ≈ 70°، ميل حاد وارتفاع معتدل مع قاعدة ضيقة.
ملاحظات هندسية:
ميل شديد جدًا مقارنة بالأهرامات المصرية (50–52° في خوفو).
الأهرامات أصغر حجمًا وأكثر حدة في الميل، غالبًا للتميز الرمزي أكثر من الاستقرار الضخم.
قاعدتها الضيقة تمنحها شكلًا مدببًا مميزًا.
العدد الإجمالي للأهرامات السودانية يقارب 220 هرمًا، مقابل حوالي 100 هرم في مصر.
الأهرامات المصرية: البناء التقليدي المتوازن
أهرامات الجيزة:
خوفو: زاوية الميل ≈ 51°50′
خفرع: زاوية الميل ≈ 53°10′
منقرع: زاوية الميل ≈ 51°20′
دهشور:
الهرم الأحمر: زاوية الميل ≈ 43°
الهرم المنحني: من القاعدة حتى منتصف الارتفاع ≈ 54°، ومن منتصف الارتفاع حتى القمة ≈ 43°
سقارة (زوسر – المدرج): زاوية الميل لكل طبقة ≈ 52°
الهرم الأمريكي: رموز ودلالات هندسية
الهرم الموجود على الدولار الأمريكي مبني على 13 درجة، ترمز للولايات الـ13 الأصلية التي أسست الاتحاد عام 1776، وهو مكتوب على قاعدته باللاتينية: MDCCLXXVI.
أعلى الهرم توجد العين التي ترى كل شيء، رمز العين الإلهية.
ويحيط بالهرم كتابتان باللاتينية:
Annuit Coeptis: “هو يبارك ما بدأناه”، البركة الإلهية على تأسيس الدولة.
Novus Ordo Seclorum: “نظام جديد للعصور”، بداية عهد جديد في التاريخ.
الكثير من الرموز الأمريكية ترتبط بالرقم 13:
13 درجة في الهرم
13 سهام في شعار النسر
13 ورقة في الأغصان التي يحملها النسر
13 نجمة في تاج النسر
المقارنة الهندسية بين الأهرامات والدولار
شكل الهرم الأمريكي المدبب مع المثلث الذي تحمل فيه العين يشبه الهرم السوداني الكوشي أكثر من الأهرامات المصرية الكبرى، بسبب زاوية الميل الحادة والقواعد الضيقة.
الأهرامات المصرية أكبر حجمًا وأكثر اعتدالًا في الميل، ما يجعلها أقل شبهاً بالهرم الأمريكي من الناحية الهندسية الرمزية.
الدرجات الـ13 في الهرم الأمريكي تشبه إلى حد كبير المصاطب الهندسية في الأهرامات السودانية الصغيرة والمتتابعة، ما يعزز الفكرة الرمزية لارتباط الهندسة بالرموز الوطنية والدينية.
خلاصة رمزية وعميقة
ارتكاز الشعوب الحديثة على القديم ليس عيبًا، بل هو بحث عن امتداد الأصل مع الحديث الناشئ. وهنا يمكن القول وبكل فخر: نحن أصل البشرية، ليس بثبات علم الجينات حديثًا فقط، بل بالآثار التي تدل على قدمنا كشعب ملهم للعالم قاطبة. حفظ الله السودان وشعبه.
وفي النهاية، يظهر أن الهندسة الرمزية والفلسفة وراء بناء الأهرامات السودانية أعطت شكلًا أقرب إلى الرموز الأمريكية الحديثة، مقارنة بالأهرامات المصرية، ما يبرز أثر الحضارات القديمة على الفكر والرمزية المعاصرة.
