قرار جلب المرتزقة من عدة دول (أفريقية) و(عربية) و (أوروبية) و (لاتينية) لم يكن قرارا من مليشيا الدعم السريع لسد النقص في القوة البشرية التي تآكلت بعد الهزائم المتتالية والكبيرة التي لحقت بالمليشيا وافقدتها الآلاف من الجنود في وقت وجيز
ولكن القرار بجلب المرتزقة من تلك الدول كان قرارا من القوى الداعمة للمليشيا ،و كان القصد منه تحقيق نصر (سريع) باسم مليشيا الدعم السريع ، لصالح تلك القوى الإقليمية والدولية إنفاذا لمخططهم والهدف الثاني من جلب المرتزقة من تلك الدول الإفريقية والعربية واللاتينية والأوروبية لمحاربة الجيش السوداني، لأن قوات المليشيا غير مدربة على الأسلحة الحديثة التي أتت من الدول الداعمة ولاتستطيع المليشيا التعامل مع تلك الأسلحة بالكفاءة المطلوبة ،ولايمكن أن تظل هذه الأسلحة الحديثة التي استولت القوات المسلحة على كثير منها خاصة في ولاية الخرطوم دون استخدام وتتستفيد منها القوات المسلحة السودانية لهذا كان قرار جلب المرتزقة من تلك الدول وهي قوات مدربة تدريب (نوعي) على تلك الأسلحة وغيرها وتعرف كيفية التعامل معها وذلك لاحداث فرق في ميدان المعركة ولكن كل هذا لم يحدث (بل) فشلت قوات المرتزقة في الدخول الى الفاشر بعد حوالي (٣٠٠) محاولة وكانت وبالا عليهم وعادت إليهم ب(الساحق) و(الماحق) والبلى (المتلاحق)
ولم تجد تلك القوى بدأ أو سبيلا الا بالتدخل المباشر عبر المسيرات الاستراتيجية التي انطلقت من دول الجوار بكثافة شديد من أجل إخراج الجيش من الفاشر والوصول إلى العاصمة التاريخية لولايات دارفور
وسيناريو الفاشر الذي نفذته تلك القوى الدولية والإقليمية وهو نفس السيناريو الذي نفذته دول التحالف ضد ليبيا أيام حكم القذافي في زمن ثورات الربيع العربي عند خرجت مجموعة من الليبيين ضد القذافي في تلك الثورات المصنوعة، تدخل التحالف من بوارجه في البحر الأبيض المتوسط بحجة أن القدافي يمتلك ترسانة أسلحة ويمكن أن( يبيد) الشعب الليبي وتدخلت قوات التحالف من أجل (الحفاظ) على الشعب الليبي كما زعمت، وتم ضرب كل المخازن والمناطق العسكرية المهمة في طرابلس ومناطق معلومة اخرى في ليبيا ، وأتاحت قوات التحالف بهذا الفعل لحلفائها التمكن والسيطرة من الوضع في ليبيا مثل حفتر وغيره
وهاهي المسيرات الاستراتيجية. تتدخل من دول الجوار لمهاجمة الفاشر بعلم وبأذن من دول التحالف لتمنح لحلفائها التمكن والسيطرة.
والقصة في النهاية مؤامرة دولية والواقع كشف زيف وادعاءات المجتمع الدولي
وفي أيام مظاهرات ديسمبر في الخرطوم قبل ذهاب حكم البشير إذا وقعت علبة( بنبان) الغاز المسيل للدموع بالقرب من شارع المستشفى بالخرطوم تضج وسائل الإعلام الدولية وتخرج المنظمات الدولية والإقليمية بالبيانات وهي تدين وتشجب أن الشرطة السودانية لم تراع حال المرضى في المستشفيات
وإليوم في الفاشر يقتل كل المرضى في المستشفى بالفاشر بدم بارد مع التصوير والمجتمع الدولي يلتزم الصمت
وهذه هي حقيقة المجتمع الدولي الذي يصنع من (الحبة) (قبة) أن كان العمل في اتجاه (مصالحه) كما في مظاهرات ديسمبر( ٢٠١٨) م ،في الخرطوم ويسكت عن (الاهوال) و(الفظائع) التي ترتكب في حق (الأبرياء) بدم بارد أن كانت في اتجاه (مصالحه) كما حدث في (ود النورة) و (سرحان) وغيرها واليوم وبصورة افظع تحدث في الفاشر.
مسارات محفوظ عابدين خيوط المؤامرة الدولية تتكشف في سماء الفاشر.
مقالات ذات صلة
