تمر بلادنا اليوم بمرحلة هي الأخطر في تاريخها الحديث، مرحلة تتكالب فيها الأزمات على كل جانب من جوانب الحياة، حتى بات المواطن السوداني يواجه يوميًا صراع البقاء في وطن أنهكته الحروب وعبثت به السياسات الفاشلة.
لقد صبر الشعب السوداني صبرًا عظيمًا على ويلات الحرب، وتحمل انقطاع الخدمات، وانهيار الاقتصاد، وتراجع التعليم والصحة والكهرباء والمياه، وكل ذلك تحت ظل حكومة “الأمل” التي فقدت البوصلة وأصبحت عنوانًا للفشل والتردي.
إننا نقولها بوضوح: إقالة حكومة الأمل ومن معها أصبحت ضرورة وطنية ملحّة. فالسودان لا يحتمل المزيد من التجارب الفاشلة، ولا مزيدًا من العبث الإداري والسياسي الذي عمّق أوجاع المواطن بدل أن يخففها.
هذه الحكومة لم تقدم ما يُطمئن الشعب على مستقبل البلاد، ولم تضع رؤية واضحة لإعادة الإعمار أو إصلاح مؤسسات الدولة. كل ما نراه هو تخبط في القرار، وغياب للتخطيط، وتجاهل تام لمعاناة المواطنين الذين صبروا حتى بلغ الصبر مداه.
سيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان،
إن المسؤولية الوطنية تفرض عليكم اليوم اتخاذ قرار شجاع وحاسم بإقالة هذه الحكومة، وفتح الباب أمام كفاءات وطنية مخلصة تملك الإرادة والعلم والخبرة لإدارة المرحلة القادمة بروح وطنية خالصة، بعيدًا عن المحاصصات والمصالح الضيقة.
الشعب السوداني يريد حكومة تعمل من أجل السودان لا من أجل الكراسي. يريد قيادة تُنهي حالة التردي وتعيد بناء الوطن على أسس العدالة والكفاءة والمساءلة.
لقد أثبتت التجربة أن بقاء حكومة الأمل على حالها يعني استمرار الانهيار، وضياع ما تبقى من مقومات الدولة. لذلك، فإن التغيير اليوم ليس ترفًا سياسيًا، بل هو خيار إنقاذ وطني لا يحتمل التأجيل.
نداء إلى البرهان والشعب السوداني:
إن السودان اليوم يقف عند مفترق طرق، فإما أن نتحرك جميعًا لإنقاذه من براثن الفشل والتشرذم، وإما أن نتركه يغرق في دوامة لا نجاة منها. الكرة الآن في ملعب القيادة والشعب معًا، فالوطن لا يبنى إلا بسواعد مخلصة وقرارات شجاعة.
فلنقف جميعًا صفًا واحدًا خلف مصلحة السودان، ولنجعل من التغيير القادم بداية حقيقية لنهضة وطننا الحبيب.
