“يا أيُّها الوطنُ، نكتبُكَ شَهْدًا على ألسنةِ الرصاص،
فيكَ تلبسُ الجبالُ بزَّتَها، ويخافُ الجبناءُ من ضوءِ الخلاص،
وللطلابِ فيكَ عهدٌ، أنْ لا تسقطَ الأقلامُ رغمَ كلِّ الرصاص.”
في الوقتِ الذي خفَتتْ فيه ملامحُ الدولةِ في بعضِ الأماكن، لمعَ في الدامرِ ضوءٌ…
ضوءٌ باسمِ “رئاسةِ شرطةِ محلية الدامر “، حيثُ لا صوتَ يعلو على صوتِ الضميرِ.
الشرطيُّ لا يقفُ فقط عندَ البابِ، بل يقفُ عندَ وجدانِ الطالبِ.
في ولاية نهر النيل (الدامرِ) ، لم تكنِ الشرطةُ أمنًا إداريًّا، بل وطنًا يمشي على قدمينِ.
من تقديمِ الماءِ، إلى تأمينِ الطريقِ، إلى المرافقةِ الصامتةِ التي تقول: “نحنُ سندُك.”
طالبةٌ جلستْ تبكي والدَها الشهيد… جاءها شرطيٌّ بمنديلٍ وماء، وقالَ:
“نجاحُكِ انتصارٌ لوطنٍ بأكمله.”
تلميذٌ خائفٌ سألَ: “هل تأخرتُ؟”
فقالَ الشرطي: “ما دمتَ وصلتَ… فالوطنُ ما زالَ حيًّا.”
رئاسة شرطة محلية الدامرِ، يا مَن في صمتِكم صوتُ وطنٍ،
صنعتمْ من المركبةِ أملًا، ومن الطريقِ سكينةً،
أنتمُ الحكايةُ التي لا تُنسى،
أنتمْ ضوءٌ لا ينطفئُ، حتى لو انطفأَ كلُّ شيء.
ولأنَّ الوفاءَ لا يكتملُ إلا بتسميةِ أهلهِ…
فالشكرُ والتقديرُ موصولٌ لكلِّ فردٍ في هذه المنظومةِ العظيمةِ:
من سعادةِ مديرِ شرطةِ الولايةِ،
إلى قادةِ رئاسةِ شرطةِ محليةِ الدامرِ،
إلى الضباطِ وضباطِ الصفِّ،
إلى الجنودِ الساهرينَ على مدارِ الساعة،
إلى الشرطةِ النسائيةِ اللاتي كُنَّ عنوانًا للرحمةِ والحزمِ في آنٍ معًا،
إلى كلِّ شرطيٍّ وقفَ بصمتٍ وقالَ للوطنِ:
“نحنُ حاضرون… نحنُ لك.”
أنتمْ الرايةُ التي لا تسقطُ،
أنتمْ الحضورُ حين يغيبُ كلُّ شيء،
أنتمْ “شرطةُ السودان” بكلِّ ما تعني الكلمةُ من شرفٍ وكرامةٍ وانتماءٍ.
🖋️ توقيع لا يُنسى:
أنا القلمُ حينَ يصمتُ الجميعُ…
أكتبُ وجعَ الوطنِ لأحفظَ كرامتَه،
أُدينُ الخذلانَ، وأُعانقُ من يستحقُّ الوفاء.
سلامٌ وأمانٌ… فالعدلُ ميزانٌ.
امرأةٌ من حبر النار.