في لحظة مفصلية من تاريخ السودان الحديث، وفي وقت تتعاظم فيه التحديات العسكرية والأمنية، جاء قرار تعيين الفريق حسن داوؤد كبرون وزيرًا للدفاع بمثابة رسالة قوية عنوانها الثقة، والأمل، والانطلاق نحو مرحلة أكثر رسوخًا وثباتًا.
من أرض الجبال والجمال – الدلنج، خرج هذا القائد الفذ، الذي لم يكن مجرد ضابط عسكري يعتلي الرتب، بل كان رمزًا لصمود الرجال وصدق الانتماء. رجل عاش تفاصيل المعركة بكل جوارحه، وكان حاضرًا في القيادة العامة للقوات المسلحة عند اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023م، حيث صمد داخلها مع جنوده لأكثر من عامين، يقاتل ببسالة وسلاحه في يده، متحديًا الحصار والخطر، ورافعًا راية الوطن في وجه العاصفة.
هو الفارس الذي لا يهاب في الحق لومة لائم، المهاب الركن في ساحات الوغى، واللين المتواضع في وسط جنوده. لم يكن متكلفًا في حضوره، بل بسيطًا، لا يميّزه عن جنوده إلا رتبته العالية، وعمق احترامهم له.
عرفناه متحمسًا ومتفانيًا في الدفاع عن الجيش والوطن، لا يهدأ له بال إلا وهو في صفوف المقاتلين، يحمل همّ المؤسسة العسكرية ويعمل على تحصينها معنويًا وتنظيميًا.
ويأتي تعيينه في هذا المنصب الرفيع خطوة لتعزيز دور وزارة الدفاع، إذ يتمتع الفريق كبانا بالحيوية والنشاط والإيجابية، وهي سمات تضفي بريقًا خاصًا على الوزارة، وتبشّر بفصل جديد من العطاء الوطني والمؤسسي.
إنه قرار يحمل في طياته بشريات الأمل، فالرجل المناسب وُضع في المكان المناسب، في لحظة تحتاج فيها البلاد إلى رموز حقيقية، تنتمي للفعل لا للقول، وتعرف ميدان التضحية لا شعارات المنصات.
نستبشر خيرًا بهذا التعيين، ونراه بداية قوية لمرحلة مليئة بالأمل والعمل، والبذل والعطاء، تحت راية سودان واحد موحد، محمي بسواعد أبنائه، يقوده من لا يساوم على الكرامة، ولا يساير في الثوابت.
وزارة الدفاع اليوم ليست كما كانت بالأمس، فقد تولى أمرها رجل من قلب الميدان، يعرف الطريق، ويحمل في صدره بوصلة الوطن.