الإثنين, يونيو 9, 2025
الرئيسيةمقالاتحرب الوصاية: من يطبخ الفتنة للسودان؟ ...

حرب الوصاية: من يطبخ الفتنة للسودان؟ عن بنادق الإيجار، والجزرة المسمومة، وسلق الاتهامات بحق وطنٍ لا يُشترى. بقلم: الطيب الفاتح أحمد الشمبلي

في زمن تُشوى فيه الحقائق على نار المصالح، وتُسلق الأكاذيب في قدور التضليل، يُراد للسودان أن يكون الطبق الرئيسي على مائدة الوصاية الدولية. لم تعد واشنطن تخجل من لعب دور الشرطي، والمُحقق، والقاضي في آنٍ معًا، ولا أبو ظبي تتوارى خلف ستار الوساطة، وهي تدير حربًا بالوكالة من تحت طاولة البترول والذهب.

بيض الفتنة يُسلق على عجل
قبل أيام قليلة ، أُلقي علينا اتهام الجيش السوداني باستخدام أسلحة كيميائية بلا دليل، بلا شهود، بلا تحقيق ميداني. مجرد بيضة فتنة تُسلق في قدر التضليل السياسي، وتُلقى في وجه الشعب السوداني، كأننا بلا ذاكرة أو كرامة. إنها محاولة بائسة لتزيين عقوبات جديدة تُطبخ في مطابخ الهيمنة، وتُقدم على مائدة الدولارات المشبوهة.

واشنطن: العصا فقط… والجزرة سراب
على مدار سنوات، لعبت الولايات المتحدة دور “العصا والجزرة” في السودان، لكن الجزرة لم تكن إلا وهمًا يتلاشى كلما اقتربنا منه، بينما العصا تُرفع بلا هوادة. بعد دفعنا 335 مليون دولار لإزالة السودان من لائحة الإرهاب، لم نحصل سوى على مزيد من الحصار والعقوبات. الديمقراطية عندهم تُقاس بدعم المليشيات التي تزرع الخراب، ويُعاقب الجيش الوطني الذي يحمي الوطن بشرفه ودمائه.

أبو ظبي: بندقية إيجار بمخزون الذهب الأسود
الإمارات، الحليف الصغير ذو الطموح الكبير، تلبس زي الوسيط لكنها تشعل نار الحرب. دعمها لمليشيا الدعم السريع هو الأوكسجين الذي لا تستطيع المليشيا التنفس بدونه. تمول، تزوّد، وتغذي آلة الفتنة عبر الريموت كونترول، وترسم خرائط الخراب على حساب دماء المدنيين، من دارفور إلى الخرطوم.

الفتنة تُطبخ على نار هادئة
الهدف ليس مجرد دعم فصيل مسلح، بل هدم وعي الأمة وتفكيك وحدتها. يريدون أن نشكك في جيشنا، وأن نتصارع داخليًا، وأن نغرق في مستنقع الانقسامات، حتى يسهل عليهم استعبادنا سياسياً واقتصادياً. يريدون أن يحولوا الضحية إلى جلاد، والمقاوم إلى خائن.

السودان ليس رقعة شطرنج تُحركها أيدي المستعمرين
واهم من يظن أن السودان متروك بين أيدي القوى الخارجية، أو أن شعبه بلا ذاكرة أو عزيمة. نحن أحفاد الذين أسقطوا الإمبراطوريات، وأحرقوا خرائط الغزاة. أرضنا ليست للبيع، ولن تُدار من غرف مظلمة في دبي أو واشنطن.

وختاما ، كفى طبخًا للفتنة
ارفعوا أيديكم عن السودان، فهذه الأرض لا تحتاج بندقية إيجار أو دبلوماسية مزيفة. تحتاج فقط إلى احترام جيشها، وتمكين شعبها من استعادة سيادته وبناء مستقبله بيده. الفتنة التي تطبخونها لن تُقدم على مائدتنا، بل ستُقذف في وجوهكم، نارًا من الوعي، وصمودًا لا ينكسر.

السودان حرّ، وسيبقى كذلك رغم كل المؤامرات.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات