الجمعة, يونيو 20, 2025
الرئيسيةمقالاتندى الحروف ...

ندى الحروف ابراهيم محمدنور بناء السودان الحديث


من منا لا يتمنى أن يصبح السودان دولة حديثة؟! من أجل ذلك، يجب أن يتصدر المشهد علماء كل فى مجاله وليس بالطريقة العشوائية والتخبطات الموجودة حاليا.
لابد أن تكون أدوات الدولة الحديثة هى تصدّر العلماء المتخصصين المشهد، وكل من ليس مؤهلا يجب أن يختفى من الساحة.
يلزم لبناء الدولة الحديثة خلق مجموعة مترابطة من جميع الجهات، وإعلام الآخرين بما يحدث فى مجال معين، فيجب أن يتغير مفهوم الدولة الحديثة فكرا وممارسةً ونعرف ما هى مكونات البناء.
ومفهوم الدولة الحديثة يشمل حماية مصالح الشعب والحفاظ على كرامته وحقوقه.
من أهم أساسيات بناء السودان الحديث، التداول السلمى للسلطة لأنه لا قيمة للحرية والتعبير بدون تداول سلمى للسلطة والفصل بين السلطات واستقلالية القضاء، إلى جانب إتاحة الفرصة للرقابة الشعبية، وأن يكون المجتمع المدنى متفاعلا مع السلطة ومتعاونا معها، والولاء يكون للوطن فقط، وأن يكون هناك مجلس استشارى به جميع العلماء المتخصصين فى شتى مناحى الحياة.
إلى جانب إعلام حر، كذلك يجب أن يكون لكل ولاية مجلس استشارى من المختصين ويكون على رأس كل ولاية شخص له اهتمامات بالإقليم الذى يحكمه وليس بالطريقة العشوائية الحادة.
هل نستطيع أن نبنى دولة حديثة بالاستعانة بهذا المفهوم؟! أعتقد أننا نستطيع فعل ذلك، فعلى سبيل المثال مع تقديرنا لبناء الطرق والكبارى والمصانع والأنفاق على البنية التحتية وغيرها، إلا إنها مجرد مشروعات كبيرة منفصلة وقائمة بذاتها وغير مترابطة مع غيرها من المشروعات الخدمية والإنتاجية والعمرانية المتنوعة.
وهذا يعتبر خطأ فى الرؤية، لأنه يجب أن يكون هناك شمول فى الرؤية.
هناك فرصة ذهبية موجودة الآن نستطيع أن تضع رؤية واضحة وعلمية لبناء الدولة الحديثة.
نريد أن نسمع من جميع الأطراف أفكارا جديدة لقيام دولة حديثة، هذه الأفكار يجب أن ينظر إليها، نريد تناول القضايا بعلمية ودقة معلومات وحرفية فى الأداء.
العلم والتعليم الجيد هما اللذان ينتجان أجيالا متعلمة متنورة، وملتزمة بالسلوك العلمى الذى يعتمد على الأدلة وتقبل تغير المعرفة مع ظهور إثباتات جديدة، وتجنب الأسلوب اللا عقلانى الذى يعتمد على منابع لا تلتزم بالموضوعية والملاحظة العلمية، وتتمسك بشدة بالتقاليد كمصدر مهم للمعرفة.
الفكرة الأساسية للتنوير هى تحرير العقل عن طريق المعرفة، فالتنوير يعادى التعصب ويقلل من التحيزات الشخصية المسبقة، والبحث عن المعرفة والنهضة العلمية.
الاستثمار فى المعرفة يحقق أعلى الفوائد.
إن العلم من أهم المقومات الحضارية لأنه يتميز بقدرته على تصحيح أخطائه وحاضره أصح من ماضيه.
المجتمع الذى لا يأخذ بالرؤية العلمية السائدة فى عصره يصير محسوبا على عصر سابق لا دراية له بالتقدم العلمى ويعيش منغلقا فى كهف الجهل والتخلف.
المنهج العلمى يعتمد على الشك وهو أكثر أهمية من اليقين.
العلم يحرر الإنسان من أغلال الجهل والتخلف الفكرى، وهو القوة الدافعة لتقدم البشرية والحفاظ على البيئة وحمايتها من أخطاء البشر.
علينا أن نحذّر من المعرفة الكاذبة فهى أخطر من الجهل.
لا توجد ثروة مثل المعرفة ولا يوجد فقر مثل الجهل.
هذه قواعد بناء الدولة الحديثة باجتهاد متواضع ويجب أن ينظر إليها بعناية قدر الإمكان.
أيضا فليجتهد العلماء والمفكرين فى طرح أفكار جديدة تتناسب مع العصر ووضعها على أجندة الحوار الوطنى السوداني السوداني الذى يستلزم وجود العلم فى كل القضايا التى سوف تطرح فيه اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا.
هذا هو الاجتهاد فى مجال بناء الدولة الحديثة، لقيام دولة مدنية ديمقراطية حديثة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات