في خضمّ المأساة التي يعيشها السودان، وبين أنقاض المدن المنكوبة، وأنّات الأمهات، ودموع الأطفال، يقف سؤال يتردد كالرعد في أرجاء الوطن:
س. هل نرضى أن يحكمنا من قتلنا وشردنا ونهبنا وهتك أعراضنا؟!
لقد سلمنا، أو بالأحرى خُدعنا، بأن قوات الدعم السريع خرجت لتحرير البلاد من “الكيزان”، وتحقيق أهداف الثورة، لكن الحقيقة ظهرت كالشمس: تحررت السلطة من يدٍ إلى يد، بينما ظل الشعب مكبلًا بالجراح.
ولنفترض – جدلًا – أن الفريق أول عبد الفتاح البرهان تنحى عن الحكم.
س. فهل يقبل الشعب السوداني بديلاً من أولئك الذين ارتكبوا الفظائع؟
س. هل نرضى بحكم الدعم السريع، وحاضنته السياسية التي تضم وجوهًا مألوفة من أمثال عبد الله حمدوك، ووجدي صالح، وياسر عرمان، ومريم الصادق؟
ج. الجواب: هيهات! ذلك رابع المستحيلات!
إن ما يطالب به هذا الشعب الصامد ليس المساومات، ولا المناصب، بل محاكمة عادلة عاجلة لكل من أجرم في حقه، وعلى رأس هذه التهم:
- القتل والتنكيل بالمواطنين، وهتك الأعراض، ونهب الأموال، وتشريد الأسر من ديارها.
- تدمير المؤسسات التعليمية، وتجريف الوعي والمعرفة.
- إبادة البنية الصحية، وتشريد الكوادر الطبية، وترك المرضى للموت البطيء.
- استهداف الماء والكهرباء، وتفجير مقومات الحياة.
- نهب الذهب وثروات البلاد، وتحويلها إلى سلاح ضد هذا الشعب الأبي.
وفي الوقت الذي يبحث فيه المواطن عن كسرة خبز يسد بها رمقه، ويركض لأجل جرعة ماء يروي بها عطشه، ويتفرج عاجزًا على مريضه يحتضر؛ تعيش القيادات المتهمة في ترف عصر ما بعد الرفاهية (مزقوا فاتورة الإعاشة والتعليم والصحة والسياحة):
فنادق فاخرة، أطعمة فاخرة، سيارات فارهة، سيجار كوبي، عطور باريسية، تعليم خارجي لأبنائهم في أعرق الجامعات، وعلاج في أرقى المستشفيات، وترفيه في أجمل المصايف العالمية.
أليس هذا هو ذروة الخيانة؟
س. هل يعتقد هؤلاء أن الشعب السوداني سيغفر، أم أنهم يظنون أن الذاكرة تُنسى؟
ج. الجواب واضح: الشعب ينتظر العدالة… وأقلها: الإعدام رميًا بالرصاص، وسحب الهوية السودانية من كل خائنٍ وفاسد، اليوم قبل غد.
الشعب قد يصبر، لكنه لا يسكت، ولا ينسى… وزمن الحساب أقرب مما تتخيلون.
جيش واحد شعب