وسرعان مادارت الأيام اتضح جليا للدولة والراي العام السوداني أنها حرب إبادة للشعب السوداني ،بل تم استخدام مليشيا الدعم فيها كأداة ،وإن صح التعبير تم إستغفالها وإستحمارها تحت لافتات قومية هلامية مايسمي أنها ضد دولة 1956 المزعومة التي إستأثرت بالسلطة دون غيرها ،ومتناسين بذلك أن دولة 56 المفتراة أن من نادي بها هو الناظر دبكة من اقصي غرب السودان..انتهي.
ولكن المخطط الخطير والكبير هو قتل وتشريد الإنسان السوداني وطمث هويته ومسح تاريخه وتزييف نضالاته ،والدليل على ذلك أن أول ماقامت به المليشيا هو حرق دار الوثائق القومية وسرقة المتحف القومي للآثار!
وايضا الإستهداف التالي كان هو السجلات والمقصود هنا (سجلات الرقم الوطني ، الأراضي ، الشهادات الثانوية والعليا).
ولكن نحمد الله أن من علينا جنودا وطنيين قد حفظوا هذه السجلات وحافظوا علي كل الارشفة في داتا إلكترونية أعادت للسودان خارطته من جديد.
ومن نعم الله علينا هو تماسك جيشنا العظيم ، رغم الحصار لبعض مقراته ، بل كادت أن تنتهي الدولة وتصبح من التاريخ الغابر.
وبعدها بفضل الله وبفضل اعادة التموضع والترتيب لجيشنا العظيم تبدل اليأس إلي أمل والألم إلي شفاء ،حيث توالت الانتصارات العسكرية تباعا إلي أن كانت الفرحة بتطهير الخرطوم من دنس المليشيا.
وهنا ظهرت حنكة ودربة ودراية القائد البرهان الذي أدرك حجم هذه الحرب الوجودية الماكرة وأعلن الاستنفار والمقاومة الشعبية.
وبعدها ظهرت تجليات المقاتلين المستنفرين والمجاهدين المبجلين ،وكذلك تجلت وطنية جهاز المخابرات العامة وحركات الكفاح المسلح وآخيرا كان القاصم الأكبر للمليشيا هو إهتداء كيكل وعودته إلي حضن القوات المسلحة ، والذي كان له دورا بارزا وكبيرا في الانتصارات التي تحققت ،خاصة في وسط السودان.
وايضا كان لقوات أسود العرين في سنار والصياد في تخوم كردفان والتماسيح في بحر ابيض دورا عسكريا وطنيا عظيما في حسم المعركة ، كما القشة التي قصمت ظهر بعير التمرد هو استبسال الجيش والمواطنين في فاشر السلطان زكريا التي شهدت اكثر من مائة وتسعون معركة تقريبًا ، بل تزيد قليلا.
وآخيرا والمليشيا تلتقط أنفاسها الاخيرة وفي مرحلة الاحتضار تتحفز للإحتراق النهائي في الولاية الشمالية ، وهي لا تعلم أن اهل الشمال قد استعدوا باكراً إلي هذه الحرب ، والتي علموا مكرها وتوجهها.
من أكبر المكاسب التي خرج بها الوطن من حرب الكرامة هو توحيد الجبهة الداخلية ضد كل مايحاك ضد الوطن مستقبلا ، وايضا المكسب الثاني هو إعادة الجيش لترتيبه تدريبا وتسليحا وقوة.
وعاش السودان واحدا ارضا وشعبا.