الأربعاء, مارس 12, 2025

“أنفال” بقلم:بدرالدين عبدالرحمن “ودإبراهيم” أزمة السودان..دعم أفريقي..صلف إماراتي.

رفض الإتحاد الأفريقي عبر “مجلس السلم والأمن” أي إتجاه لإقامة حكومة موازية كما تعتزم مليشيا “آل دقلو” وربيبتها المتردية “صمود”.
هو رفض يضع المؤسسة الإفريقية في إتجاه صائب نحو الأزمة السودانية شديدة التعقيد.
لكنه رفض -وأغلب الظن- يعبر في المقام الأول عن خوف القادة الأفارقة من تنامي ظاهرة المليشيا في القارة،والتى وإن فتح لها باب “شرعنة التمرد” ومن ثم القبول بحكومات موازية للدول ،لأصبح ذلك وبالا سياسيا وأمنيا على القارة ككل،كون ذلك سابقة تؤسس لفوضي ستكون المتكأ لكل من يحمل السلاح ضد حكومته.
لذا فإن الموقف الأفريقي يعتبر في مجمله موقف عقلاني،مبني على عدم إعطاء مساحة لتنامي مثل هذه الظواهر المقلقة والسالبة للإرادة السياسية والمرهقة للأوضاع الأمنية والعسكرية والإقتصادية.
وبقدر أهمية مثل الروافع الإقليمية في دفع الخطط الإستراتيجية والدبلوماسية للحكومة السودانية في هذا الظرف المأزوم،إلا إن الإعتماد على حكومات القارة الإفريقية ومؤسساتها الجامعة،يظل طريقا محفوفا بالمهالك والمخاطر الجمة،ويظل طريقا ملئ بالمطبات ذات الأبعاد المختلفة،كونها قارة مرتبطة بصورة كثيفة بأجندات ومطامع دولية غير خافية على أحد.
في الجانب الآخر من الأزمة السودانية،لازالت “إمارات الشر”سادرة في غيها تعمه،تسعي بكل من ماتملك من قوة سياسية ومالية وإيدلوجية مرتبطة بتكتيكات إسرائيلية في المنطقة لتضييق الخناق على السودان ،من خلال إستخدام أراضي دول الجوار كي تكون مهبطا للتشوين والإمداد العسكري،دعما لتمرد مليشيا “آل دقلو”بغرض السطو المسلح على الهوية السودانية السودانية الرافضة للخنوع والذل، وبهدف التغول على الثروات الإقتصادية المتمثلة في (الذهب والمعادن والنفط والزراعة والثروة الحيوانية).
التحركات “الإماراتية” المستعرة لأجل طعن السودان فى خاصرته،لن تهدأ أو تتوقف إلا بتوجية ضربة مؤلمة تكون قاصمة ظهر لهذه الدويلة المؤذية”فمن إعتدي عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما إعتدي عليكم”
“وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والانف بالانف والاذن بالاذن والسن بالسن والجروح قصاص”
“ولكم في القصاص حياة ياأولي الألباب”.
لذا فإن “إمارات الشر” لن ترعوي ولن تعود لرشدها إلا بخلخلة أمنها وإستقرارها، حتي تعرف حجم الأذي العظيم وغير المسبوق الذي ألحقته هذه “الدويلة الخانعة الراكعة”- لبني صهيون- بشعب السودان الذي لم يقدم “لإمارات الشر” إلا الخير والسلام والأستقرار والتنمية والتطور،وحقب التأريخ هي الشاهد الذي لايخفي على أحد لما حدث إذ ذاك.
الأكثر أسفا في هذا الدرك الأسفل الذي تعيشه “إمارات الشر”،هو:لماذا تقف دول الخليج التى قالت أنها تساند السودان وسيادته ومؤسساته الرسمية،موقف المتفرج تجاه عبث الإمارات بأمن السودان وتشريد شعبه وتدمير بنيته التحتية؟
البيانات الخليجية الدبلوماسية الداعمة لحكومة السودان الحالية،أ هذا هو كل الذي تسطيع دول الخليج مجتمعة فعله؟هل هذا كل مافي جعبة الخليج تجاه الإنتهاك الإماراتي الصارخ للسودان وشعبه؟.
أكثر مايصيب بكآبة المنظر وسوء المنقلب حيال مايمر به السودان من مصاب جلل وإبتلاء عظيم،هو الموقف العربي والإسلامي،الذي يوضح بجلاء مدي الهوان والضعف والخوار والخواء الذي أصاب الجسد العربي المنهك بالتفتت،والمثقل بالجراح الناتجة عن تفضيل العالم الغربي والصهيوني وتقديم مصالحهه،بل والعمل على حمايتها وإن كان ثمن ذلك قتل وإغتصاب وتهجير الشعوب العربية المسلمة،وإبادتها عن بكرة أبيها.
هو مآل بائس وذميم يؤشر لأستقراء وإستنباط علامات آخر الزمان التى بينها الدين الإسلامي الحنيف.
الأمر الأهم في هذا المنعرج،أن التربص الإماراتي مستمر،وطرائقه متعددة، وأن العالم في شكله العام،وعالم العرب والمسلمين فى شكله الخاص، سيظل فى خانة المتفرج الذي يصدر بيانات الشجب والإدانة فقط.
ذلك كله يتطلب أن تعمل الحكومة السودانية وفقا لمبادئ القوة السياسية والعسكرية والإقتصادية،وأن تعمل إستنادا على تحالفات ذات شكيمة وبأس على الصعيدين الإقليمي والدولي،وأن تتخلص عن التردد والتماطل وإرخاء الأذن لسماع فحيح المجتمع الدولي المسموم الذي لايسعي إلا لمصلحته فقط.
لامجال للضعف والإنكسار وإنتظار فتات موائد السياسة الدولية،لايعرف العالم الآن الا الدول القوية والمهابة والباطشة والممسكة بزمام الأمور بيد من حديد.
اللهم أحفظ السودان وشعبه،من الفتن ماظهر منها ومابطن.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات