الثلاثاء, مارس 11, 2025
الرئيسيةمقالاترونق الصباح. ...

رونق الصباح. معركة الكرامة ودروس النصر بتعزيز الهوية الوطنية. أسامة الصادق ابو مهند

تظل صور التضحية والبذل والعطاء التي صنعها الأبطال بأرواحهم ودمائهم، في حرب الكرامة نقطة فاصلة في تاريخ ومستقبل السودان، تجسد العزيمة والشجاعة والتخطيط الاستراتيجي الذي كان له أثر عظيم على مصير الوطن الذي تعرض الي اكبر مؤامرة لتقسيمه، فكان المواطن المرتبط بقيم الوفاء والفداء لهذا الوطن، وهو يستلهم القوة والقدوة من بسالة القوات المسلحة بكآفة تشكيلاتها العسكرية ورباط جأشها ليساهموا معاً في دحر المليشيا المتمردة واعوانها من الخونه والمأجورين أرباب السفارات، من أروع ما جسدته حرب الكرامة هي قوة إرادة وتضحيات القوات المسلحة والمستنفرين وصيحتهم (الله أكبر) التى يرددونها أثناء المعارك والقتال وهي من فتحت طريق النصر، وعندما نتحدث عن بسالة قواتنا أثناء المعركة، نتحدث عن أبطال سطروا بدمائهم الغانية أروع الملاحم والبطولات التي تخلد بالشجاعة التي أظهرها الرجال البواسل في ميادين القتال ليست مجرد كلمات تكتب، بل هي دروس يستفاد منها في كل معركة مصيرية لتحرر أو فتح طريق كان مغلق بسبب هؤلاء الأوباش مما ضاعف في حجم معاناة المواطنين من تلقى الخدمات والغذاء أخرها فتح طريق الأبيض الذي ظل مغلق لعامين بسبب هذا العدو الغاشم المستبد.
لم تكن حرب هذه الحرب حرباً عادية فحسب بل هي أخطر الحروب التي مرت علي السودان من واقع الدعم الخارجي (لوجستياً وبشرياً) من دول ومنظمات دولية إرادت قهر وتفتيت الوطن إرباً إرباً عبر حرب لا تبقي ولا تزر، ولا توصف في حجم ما إعد لها بأنها حرب تقليدية تعتمد فقط على القوة العسكرية، بل كانت حرباً مسنودة بكل العملاء والخونة وبخطيط مسبق من أعداء الوطن وتنسيق من بعض دول الجوار الإفريقي بإحتضانهم لمشروع تقسيم الوطن ما فعلته دولة كينيا وهي تضرب بعرض الحائط كل الأعراف الدبلوماسية وتفتح ارضها لأكبر مسرحية للعار والخذلان، ولكن خاب المسعى لان الشعب السوداني يعلم يقيناً بأن القوات المسلحة هي صمام الأمان لوحدة السودان وهي الوصية على هذا الشعب الذي إلتف مع قواته المسلحة مسانداً وداعماً لها بالمال والنفس حتى دحر اخر مليشي من أرض السودان
ليكتمل النصر في معركة الكرامة ولكل الذين ساهموا بجهودهم الخفية والحثيثة نصرة للحق وهو يحلم بإستشراف مستقبل أفضل مما كان، وهنالك نماذج كثيرة في قصص الفداء وحب الوطن من خلال المقاومة الشعبية سيخلدها التاريخ بأحرف من نور وهم يقفون في خندق واحد مع القوات المسلحة بل احياناً يتقدمون الصفوف إذا نادي المنادى ومن خلال ذلك قدموا ارتال من الشهداء في معركة الكرامة، هذه حقائق ليست ليس كلام يقال والسلام فحسب بل تروى على سبيل الذكرى فقط، هي أمثلة يجب أن يقتدي بها شبابنا اليوم. فالشباب السوداني يمتلك القوة والشجاعة وقيم الفداء لصنع المستحيل فالبطولات التي ستطرتها القوات المسلحة والمقاومة الشعبية في حرب الكرامة تدعونا جميعاً إلى الإيمان بأن لا شيء مستحيل عندما يتحد الإيمان بالقضية والشجاعة.
يجب أن نضع في الحسبان ان السودان حقق المستحيل حينما اجتمعت الإرادة والشجاعة وحب الوطن هذه الإشراقات ليست للتفاخر، بل هو دعوة لكل الشباب ليتجاوزوا كل العقبات ويحققوا ما يبدو للآخرين مستحيلاً.
ختاماً، فإن حرب الكرامة ليست مجرد حدث عابر ، بل شهادة على أن السودان قادر على تحقيق النصر مهما كانت التحديات.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات