الثلاثاء, مارس 11, 2025
الرئيسيةمقالاتكلام بفلوس. ...

كلام بفلوس. فى ذمة الله محمد على عبد المجيد جندى بحجم وطن ,,

رحم الله شاعر الجيش الذى لم يكن مجرد انسان فى سلك القوات المسلحة كان عنوانا للانضباط والتضحية خلد كلماته فى وجدان الوطن ليختلط الدم بالعطاء ويتوشح الفقد بالحزن العميق وتسيل دموع الرفاق حرقة على من كان بالأمس حاضرا بينهم ينبض بالحياة والحماس .. واليوم صار اسمه محفورا فى سجل الشهداء .. يا من كنت للأجيال اصدق نداء إنا لله وإنا إليه راجعون .. فقد ظل مدافعا بقوة الكلمة وعزيمة الابطال صال وجال وبث الحماس وسط الجنود والمواطنين .. سهم كان موجه ضد العملاء والأعداء .. هكذا جاءت كلمات الاحبه والاصدقاء فنم فى مرقدك السرمدى قرير العين يافارس الأمن والأمان .

قبل اسبوعين تقريبا إلتقيته بالقنصلية السودانية العامة بجدة وهو ينثر شعر القوة والحماس لاخوته فى الغربة مودعا الوداع الأخير بعد أن أدى مناسك العمرة وزيارة قبر الرسول صل الله عليه وسلم .. وهو لا يعلم بأنها خاتمة أعماله الجليلة .. قد ينسى الإنسان كل شئ لكنه لا يمكن أن ينسى أن الله حق وأن الموت حق على الجميع يتساوى فيه الكل دون إستثناء حينما يحين موعد إقلاع رحلة كل منا .

كيف لنا أن نعبر عن مشاعرنا وحبنا وشوقنا لهذا الرجل المقدام الشجاع الذى ذهب وولى إلى غير رجعة وباى ريشة نستطيع أن نرثيه .. توفى فى وقت نحن فى اشد الحاجة إليه .. وصدق القول فالإنسان يموت لكن أعماله الطيبة لن تموت بل تعيش فى دواخلنا إلى الأبد .. فالقلب ينفطر من الألم وإن النفس ليعتمرها الحزن العميق والجرح العتيق لشاعر قواتنا المسلحة محمد على عبدالمجيد .

نحن على علم أكيد وعلى قناعة تامة وإيمان عميق أن من سافر فى رحلته الأبدية الرحلة النهائية التى لا رحلة بعدها لن يعود منها إلى يوم الساعة ولن تبقى فى القلب إلا الذكرى والذكر الحسن والعمل الطيب والفعل الحميد نعم انا على قناعة تامة بأنهم السابقون ونحن بلا جدال أو تفضيل أو تأخير سنكون اللاحقون فى الرحلة المخصصة لنا عندما يحين موعد إقلاعها .

محمد على عبدالمجيد مثل الدواء للداء .. خلوقا وسمحا كالنسيم .. أخا كريما وشهما وشيال تقيله ومقنعا للكاشفات .. رقيق الطبع قليل الغضب كثير المعاذيير للناس .. متفانى فى عمله .. متجاوزا فى سبيل الواجب علل الجسد قويا فى الحق مهما جفلت منه النفوس أو جفت منه القلوب .. مدخله للكلام الابتسامة متواضعا فى شخصه ولؤاما لهفوات نفسه .. مقدما عند الفزع ومتقهقرا عند الطمع .

اللهم إن عبدك محمد على عبدالمجيد قد جاءك خاليا من وفاض الدنيا إلا من إيمانه العميق وحبه لرسوله الكريم صل الله عليه وسلم .. اللهم أغسله بالماء والثلج والبرد .. ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس .. اللهم انر قبره ووسع مرقده واجعله روضه من رياض الجنة واجعل مقامه فى الفردوس الأعلى مع الأنبياء والصديقين وحسن اولئك رفيقا .. اللهم أفرغ على قلب أسرته صبرا جميلا واحتسابا منجيا واجعل البركة فى ذريته .. إنا لله وإنا إليه راجعون .

تاج السر محمد حامد

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات