الثلاثاء, مارس 11, 2025

“أنفال” بقلم / بدرالدين عبدالرحمن “ودابراهيم” الإعلام السيادي والحكومي..متلازمة الفشل!

عطفا على ماكتبنا بالأمس حول ضرورة تغيير الطاقم السياسي لمكتب “الفريق البرهان”،الذي يعتبر إحدي بذور الفتنة والشقاق لقصر نظره أو لقصد يعمله إنفاذا لأجندات خارجية.
يطفو على سطح الأحداث ذات التباينات التى تتشكل وفقا لمعطي حرب الكرامة فقط،أهمية تغيير التركبية الإعلامية التى تحيط برئيس مجلس السيادة،إذ أنها مهترئة التكوين والفكرة،ومتحجرة نظير مواكبتها لمنحي الأحداث العسكرية والأمنية والسياسية والإقتصادية والدبلوماسية،سيما وأنها أحداث تتطلب ذهنا متقدا يأخذ في جوانبه كافة المعطيات على الصعد ذات الصلة.
مما لاشك فيه أن إعلام “الفريق البرهان” بصورة خاصة،وإعلام مجلس السيادة بصورة عامة،مصاب بالوهن وضعف العزم وإنسداد بصيرة الرؤية،كونه يغفل عمدا أو جهلا أو قصدا أن الاعلام بكافة وسائلة يعتبر سلاحا فتاكا ذو تأثير عظيم،لايقل عن تأثير فتك السلاح العسكري على أرض المعركة.
على سبيل المثال،لم نشاهد منذ بدء معركة الكرامة حتي اليوم إيجازا صحفيا يوميا أو اسبوعيا أو شهريا حتي،يوضح مجريات الحرب من الناحية العسكرية،ويكون التوضيح مدعما بالخرائط والشاشات والرسوم البيانية وأرقام الغرافيك.وهو تقصير بائن لإعلام مجلس السيادة وحتى للإعلام العسكري الحلقة الأضعف في أداء القوات المسلحة والقوات المساندة لها بكل مسمياتها.
وهو تقصير لايليق بمؤسسات البلد السيادية التى يجب أن تكون المتحدث الأول والدقيق بأسم كل سوداني وطني حر وغيور.ومعبرة بشكل دقيق عن كرامة المواطن،الذي رفض بكل قوته -وعلى الرغم من جراحهه المثخنه- كل أشكال الخنوع والإذلال والإخضاع.
إن التقصير المصاحب لإعلام “الفريق البرهان” ومجلس السيادة إن كان مرجعه ضعف الكوادر الموجودة،فالسودان منبع ومنبت لكوادر إعلامية ذات صيت واسع حتى على النطاق الخارجي،ولها من الشأو والرفعة والقدرة على الابداع والتخطيط والمواكبة مالها.
وإن كان ضعف الكادر الإعلامي أمرا مقصودا لذاته فذاك أمر يصب في خانة إضعاف مؤسسات الدولة كما هو مشاهد لكل ذي بصيرة.
لاينفصل عن ذلك الآداء الإعلامي لوزارة الإعلام التى شهدت بعض المواكبة بعد تولي حقيبتها “الوزير خالد”،لكنها وزارة ووحتى هذه اللحظة تركن في براثن الضعف والوهن العام الذي أحاط بجسد الدولة السودانية من كل جانب،وهي وزارة تحتاج للكثير حتى تخلع عنها ثوب التردي الذي تزيأت به منذ العام ٢٠١٩.
الإنسداد العام الذي أصاب الخارطة الإعلامية لمكتب “الفريق البرهان” ولمجلس السيادة ولوزارة الاعلام ولكل أجهزة الإعلام الأخري في البلد،قضية تستحق الوقوف عندها وقتلها بالبحث والتنقيب لمعرفة مسببات الفشل،ومن ثم ضع أطر معالجة فورية تضع الإعلام السوداني فى خانته الصحيحه،على أن يكون ذلك بمنأي ومعزل عن فقه المجاملات والترضيات والإنتماءات السياسية والقبلية وغيرها،التى تعتبر السبب الأساس في بروز العملية الإعلامية بهذا المظهر السيئ،وهذا أمر سنعود له في تناول آخر بفضل الله.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات