تقرير : رشا رجب
في ظل التحديات التي فرضتها الحرب في السودان، برزت ولاية النيل الأبيض كنموذج للعمل الإنساني والاجتماعي، حيث استقبلت أعدادًا كبيرة من النازحين من مختلف الولايات، وسعت جاهدة لتقديم الدعم اللازم لهم عبر قطاع التنمية الاجتماعية. في هذا التقرير، نسلط الضوء على الجهود المبذولة في إيواء النازحين، تسهيل العودة الطوعية، ودعم الشرائح الضعيفة من خلال مشاريع تنموية تهدف إلى تحسين سبل العيش.
خلال لقائنا مع الأستاذ عماد محمد أحمد قادم، مدير قطاع التنمية الاجتماعية بولاية النيل الأبيض، أكد أن الولاية كانت من أكثر المناطق استقبالًا للنازحين، حيث بلغ عدد مراكز الإيواء حوالي 500 مركز، تستوعب الولايه حوالي 3 ملايين نازح . وأوضح أن حكومة الولاية شكلت لجنة عليا للعمل الإنساني، وكان قطاع التنمية الاجتماعية جزءًا فاعلًا في تقديم الخدمات للنازحين سواء في مراكز الإيواء أو وسط المجتمعات المستضيفة.
العودة الطوعية
بعد استعادة عدد من المناطق من قبل القوات المسلحة، بدأت عمليات العودة الطوعية للنازحين، حيث تم تسيير عدد من البصات السفرية إلى مدني، أم درمان، وسنار ومحلية الدويم ، في تنسيق كامل مع الجهات المعنية لتسهيل الرحلات وتأمين العائدين.
دعم الشرائح الضعيفة
إلى جانب النازحين،
قدم قطاع التنمية الاجتماعية دعمه لأكثر من 9,500 أسرة من الفئات الضعيفة، عبر برامج دعم نقدي شهري ومشاريع تمكين اقتصادي، خاصة للنساء، من خلال مراكز تنمية المرأة المنتشرة في عدد من محليات الولاية، هذه المراكز توفر التدريب والدعم المالي للنساء لمساعدتهن في تأسيس مشاريع صغيرة تعينهن على إعالة أسرهن .
الشراكات مع المنظمات
لعبت منظمات المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية الدولية دورًا بارزًا في دعم الجهود الحكومية، حيث عملت بتناغم مع خطط الطوارئ الموضوعة، مما أسهم في توفير الإغاثة والمساعدات الضرورية للنازحين، إضافة إلى تطوير مشاريع مستدامة تخدم المجتمعات المستضيفة والنازحين على حد سواء .
رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد، تظل ولاية النيل الأبيض نموذجًا للعمل الإنساني المتكامل، حيث تتضافر الجهود الحكومية مع دعم المنظمات والمجتمع المحلي لضمان حياة كريمة للنازحين والفئات الضعيفة. ومع استمرار الأوضاع في التحسن، تتطلع الجهات المختصة إلى تعزيز هذه المبادرات لضمان الاستقرار والتنمية المستدامة.