تعلمنا من حرب الكرامة ، أن النصر لا يُقاس بعدد المعارك التي خضناها فحسب ، بل بمقدار الوفاء لأولئك الذين ارتقوا دفاعًا عن الأرض والعرض. فشهداء حرب الكرامة لم يكونوا مجرد مقاتلين في الجبهات وسوح النزال ، بل شملوا محبوسين صامدين في زنازيين المليشيا ، ومدنيين سقطت عليهم القذائف في بيوتهم من جراء قصف متكرر مقصود ، وأرواحًا طاهرة أزهقت ظلماً وعدواناً. هذه الدماء الطاهرة تفرض على الجميع مسؤولية جسيمة، وفي مقدمة هؤلاء تأتي منظمة الشهيد ، التي بات دورها اليوم يتجاوز الرعاية التقليدية ليصبح مشروعًا وطنيًا متكاملاً يضع نصب عينيه مستقبل أسر الشهداء وأبناءهم .
إن الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد تفرض على المنظمة ترتيب أولوياتها وفق رؤية أكثر طموحًا وأبعد نظراً ، لتبدأ بحصر شامل ودقيق للشهداء في كل الميادين، ووضع خطط عاجلة تضمن كفالة أبنائهم وعائلاتهم ، حتى لا تُترك هذه الأسر لمواجهة الحياة وحدها بعد أن قدمت أغلى ما تملك فداءً للوطنز.
إن واجب الاستنفار اليوم لا يقتصر على كوادر المنظمة فحسب، بل هو نداء لكل من يحمل في قلبه عرفانًا لهذه التضحيات. ولا بد من تحركٍ سريع لتأمين الاحتياجات الأساسية لعائلات الشهداء، سواء عبر دعم مالي مستدام ، أو رعاية طبية وتعليمية، أو حتى عبر مبادرات اجتماعية تضمن لهم الحياة الكريمة التي يستحقونها فهذا لعمري يحتاج عقلاً جمعياً ينظر للثريا لا للثرى .
وفي معادلة النصر والإنتصار، لا يمكن أن تنجح أي دولة دون أن تضع شهداءها في مقدمة أولوياتها . فمسؤولية الدولة اليوم ليست مجرد التقدير الرمزي العابر ، لا بل واجبها القانوني والأخلاقي يتمثل في وضع سياسات واضحة لكفالة أسر الشهداء ، ومنحهم امتيازات تليق بتضحياتهم، بدءًا من السكن الكريم ، والرعاية الصحية والتعليمية، وصولًا إلى دعم مشاريع إنتاجية تضمن لهم الاعتماد على أنفسهم في المستقبل.
فالدولة التي لا تحترم دماء شهدائها، لن تجد من يضحي لأجلها غدًا، ومن هنا تأتي ضرورة سن تشريعات وقوانين واضحة، تضمن لهذه الأسر حياة كريمة ، وتضعهم في صدارة اهتمامات الحكومة، ليس من باب العطف، ولكن من باب الواجب والإنصاف .
إن مشروع منظمة الشهيد المنتظر ليس مجرد عمل خيري وجهد تطوعي ، بل هو جزء من صراع الإرادة بين مشروع يريد هدم الوطن ، ومشروع يريده شامخًا بعزة أبنائه . فعلى كل من يملك القدرة على العطاء والبذل ، يجب أن يكون جزءًا من هذا الجهد المبارك ، سواء بالدعم المالي، أو بالمساهمة في التخطيط والتنفيذ، أو حتى بحمل رسالة الوفاء في المجتمع ، ليظل اسم الشهداء منارة تضيء درب الأجيال القادمة.
لقد سطر هؤلاء الشهداء بأرواحهم صفحة المجد ، ورسموا خارطة المستقبل بأزكى وأطهر دماء ، وعلى الأحياء أن يكملوا الرسالة ويبرزوا المعاني . فكما قاتلوا هم ليبقى الوطن حرًا أبيّاً عزيزاً ، علينا أن نقاتل نحن لنبقي أسرهم عزيزة مكرمة ولنحفظ حقوقهم ونصون إرثهم. هذه ليست مجرد مسؤولية وواجب مؤقت ، بل هي أمانة في أعناقنا جميعًا، ولن يكتمل النصر إلا حين يكون كل ابن شهيد عزيزًا مكرمًا في وطنه، كما كان والده يوم ارتقى في ساحات الشرف. اللهم أشهد إني قد بلغت ..
دَوَن عمر كوماج على صفحته بالفيس بوك وهو ذاك الفتى الذي مازال متأبطاً سلاحه في الميدان وعينه صوب القصر لتطهيره من دنس الأوباش ليدخله البرهان بنياشينه وصولجانه ليخاطب الأمة ويبشرها بميلاد عهد جديد يتقدمه نبيل اديب ومبارك اردول ، بالعودة لتدوينة الجرقندي على فيس بوك التي كتب فيها (ليس نحن من نحكم السودان على أشلاء الشعب السوداني.
نحن قدمنا دماؤنا وأشلاؤنا وأرواحنا دفاعاً عن الشعب السوداني.
من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتصر) وتعقيباً على ماجاء في تدوينته لايختلف إثنان في التضحيات التي قدمتها عضوية الوطني بلا من ولا أذى من اجل ان يحيا ويعيش الشعب السوداني كريما أبي فتنازل الوطني عن السلطة في ٢٠١٩م بكل سلاسة حقنا لدماء السودانين الذي اهدرها فيما بعد تحالف المليشيا تقدم وتنادت عضوية الوطني مرة اخرى فنزلت الميدان لتقدم الأشلاء والدماء لاجل السودان وشعبه ومازالوا مرابطين في الثغور فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا.
أعلاه تدوينة لمقاتل من داخل الصندوق القتالي حاله كالاف الذين نفروا للقتال منذ الوهلة الأولى قبل أن يأمر الوطني عضويته بالقتال إلى جانب القوات المسلحة للدفاع عن كرامة الوطن وعزته أمام تمرد أوباش الدعم السريع الذين صوبوا بنادقهم تجاه المواطن وجيشه ، قبل أن يعلن البرهان الإستنفار العام لكل من يستطيع حمل السلاح ، فالسؤال الذي يبحث عن إجابة من خاطبهم البرهان في مؤتمر استجداء السلطة بإستثناء الحركات من منهم شارك في معركة الكرامة فجميعهم لبسوا ربطات العنق وهبطوا من المطارات لتناول الوجبة الدسمة في سودان مابعد الحرب .
مقارنة غير حميدة جاءت على لسان البرهان عندما قال للوطني لافرق بينكم وقحت إن أردتم العودة للحكم فالوطني الذي مازال موقفه ثابتاً الأمس واليوم والغد نحن لا نرغب في العودة للحكم إلا عبر صناديق الإنتخابات وجدده في ضافي البيان للرد على حديث البرهان هل يتساوى مع مجموعة قحت تقدم التي وضعت يدها في يد التمرد منذ اليوم الأول وخرجت تتسول العواصم وتدافع عن مواقف المليشيا وتهاجم البرهان حتى بعد خطابه الاخير وتنادي بعدم شرعية ماتطلق عليها حكومة بورسودان في إعتقادي أن هذه المقارنة غير منصفة وفتحت نيران صديقة تحت أقدام البرهان من حيث لايدري وجد نفسه يستعدي الوف الشباب الذين حملوا السلاح وتقاسموا الزاد والخنادق مع جنود القوات المسلحة لا من أجل العودة إلى الحكم بل من أجل سواد عيون حرائر السودان ومن أجل تثبيت أركان الدولة السودانية من الإختطاف ومن أجل جيش سوداني قوي أراد له من قدم لهم البرهان صك التوبة والعفو تفكيكه واستبداله بقوات المليشيا ، في ظني ان البرهان بحاجة لمستشارين لضبط الخطاب ومراجعته قبل الظهور ووضع النقاط على الحروف حتى لا يتجاوز الخطوط فالحديث الإرتجالي به من المطبات ماهو في غنىً عنها…لناعودة.