خلّفت الحرب في السودان أوضاعاً اجتماعية بالغة السوء.
وتبدو ولاية الخرطوم أكثر الولايات تضرراً مع تسارع تدهور الأوضاع الإنسانية فيها.
فالحروب ذات تأثير مباشر على زيادة نسبة الفقر والقدرة على النفاذ إلى الخدمات العامة الرئيسية. وفي المقابل، فإن وجود مؤسسات فعالة مثل وزارة التنمية الاجتماعية ، من شأنه التخفيف من تداعيات الصراع على حياة (المجد نيوز ) وضعت علي طاولة مدير عام وزارة التنمية الإجتماعية بولاية الخرطوم الاستاذ صديق حسن فريني العديد من القضايا فكان مايلي :
*اصدر والي الخرطوم قرار بدمج بعض الوزارات كيف تري هذا القرار ؟
إتخاذ قرار بدمج المؤسسات في هذه المرحلة الحساسة كان ضروريا خاصة وأن الدولة في مرحلة اختطاف ؛ يأتي قرار الدمج كواحد من السياسات التي اتخذتها الولاية ووجدت تفاعلا من المؤسسات الأخرى ؛ الأمر الذي يؤكد قوة متخذي القرار في السودان ؛ ” ونحن جاهزون لتنفيذ اي قرار صادر من القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس السيادة ؛ و ذلك يعكس الارادة الموحدة لمؤسسات الدولة ومن يديرون مصالح المواطنين على المستوى الاتحادي والولائي
وفيما يختص بعملية دمج الوزارات الولاية ؛ الفريق البرهان قال في خطاب له” ماحنرجع قبل 11 ابريل ؛ وما حنرجع قبل 25 اكتوبر.. نقطة سطر جديد “؛ و بالنسبة لي كدارس نزاعات؛ نجد أن علاقات النزاعات تشكل مؤسسات الدولة؛ ولدي الوزارة خياراتها كمؤسسة مؤثرة وموجودة الان وتساهم في اتخاذ القرار ؛ ادعم قرار الدمج واقف مع كل التوجيهات السيادية بدمج الوزارات
وسيتم تنفيذ القرار بافضل طريقه بما يضمن استمرار تقديم الخدمات لكل الفئات المستفيدة الموجودة في هذه المؤسسة.
وماتم من قرارات اختبار حقيقي للقيادة الجماعية وللمجتمع السوداني وللدولة السودانية فالدمج له علاقة بمتخذي القرار احيانا يكون القرار اختبار من متخذيه لمعرفة مدي قبول المسؤولين بالدولة لهذا القرار ؛ ومدي إنسجام الموجودين داخل هذه المؤسسات مع بعضهم البعض وإقتناعهم بالجهة صاحبة القرار؛ مضيفا” احيانا عندما يتخذ القرار ليس بالضروة ان يكون صحيحا، أحد الوزارء قال اجمل شي ان لاتكون متخذ القرار ”
*ماهي التحديات التي ستواجه سياسة الدمج؟
تجربة الدمج موجودة في اغلب ولايات السودان كما ان المنهج الاداري والهياكل والمسارات فيها واضحة؛ أيضا اتخاذ القرار ومتابعته ومراقبته واعداد التقارير للوزارة المعنيه واضح للغايه ؛ المسألة في النهاية تحتاج الي فهم معين وعدم الغيرة.
*ماهو مصير الوافدين الموجودين بالمدارس بعد قرار استنئاف العام الدارسي ؟
لدينا خطة لإخلاء الوافدين الموجودين بالمدارس هذه الخطة سوف يتم عرضها للجنة العليا للطوارئ وإدارة الازمة لاختيار البدائل و بالنسبة لنا لدينا قراءات متقدمة جدا في هذا الجانب من خلال الانتصارات و التمدد الذي تم للقوات المسلحة الأمر الذي أدى إلى إيجاد منازل خالية من السكان سوف يتم التعامل معها بأسلوب مختلف عبر اللجان التي تكونت في المحليات والأحياء المختلفة فالامر يحتاج لبعض الوقت للترتيب فمسالة الإخلاء أصبحت وأحده من الأشياء التي فرضت نفسها بعد أن رفعت وزارة التربية والتعليم خطتها لبدء العام الدراسي بصورة كاملة في كل المراحل وذلك وفقا لتوجيه من حكومة الولاية، وبالاضافة الي ذلك هناك إستهداف ممنهج من قبل مليشيا الدعم السريع لمراكز الإيواء وهنا
اترحم علي شهداء مركز الايواء بمدرسة الصديقة بت الصديق في الحارة 11 للبنات حيث فقدنا 7 من الشباب بسبب فالتدوين تحدي ماثل امامنا خلال المرحلة القادمة بخصوص مراكز الايواء ولدينا خيارات عديدة لن نفصح عنها الآن حتى تجاز من اللجنة العليا للطواريء وإدارة الازمة.
*هل توجد احصائية دقيقة بعدد الاسر الوافدة الموجودة بمراكز الايواء ؟
اخر احصائية للوافدين بمراكز الايواء اشارت لوجود اكثر 8715 الف أسرة موزعين في 187 مركز معتمد ومن خلال هذه الأرقام أتحيت لنا فرص لمخاطبة هذه الفئات ورفع الوعي والتوعية المجتمعية وتم استهدافهم بمجموعة من المناشط التي لها علاقة مباشرة بالمجتمع .
*هل يخضع الوافدين للفحص الامني ؟
الفحص الامني للوافدين ليس من اختصاص الوزارة الخلية الامنية تختص بكل صغيرة وكبيرة في دور الإيواء ” من جانبنا حصرنا عدد الأسر والأطفال
*هل توجد لائحة لتنظيم عمل دور الايواء؟
هناك لائحة؛ سميت بلائحة مراكز الإيواء تمت اجازتها من قبل والي الخرطوم وتحمل توقيع مدير عام وزارة التنمية الإجتماعية بالولاية ؛ خضعت لمناقشة عقب وضع المقترح بالتعاون مع الإدارة القانونية في الولاية؛ وهي لائحة متينة جدا حددت الحقوق والواجبات والأدوار بالنسبة لحكومة الولاية والوافدين وتهدف لضبط دخول وخروج الوافدين وتمنع ممارسات وتجاوزات كثيرة.
*مامدي متابعتكم لاوضاع الاطفال والمسنين الذي تم ترحيلهم الي ولايتي كسلا ونهر النيل ؟
الوزارة تتابع هذا الملف منذ بداية الحرب وحتي الان
متابعة مستمرة لاوضاعهم علي مستوي الافراد وعلى مستوي المؤسسات هناك تنسيق عالي جدا بين الوزارة وبين المسؤولين في الولايتين وهنا اتقدم بالشكر لكل المسؤولين هناك؛ فالأطفال والمسنين هناك في افضل حال؛ تم تحويل 253 طفل من مدني الي كسلا والموجودين منهم بعد كفالة عدد منهم لايزيد عن ال46 وهم الاطفال المعاقين عند تحويل اطفال المايقوما من الخرطوم لمدني، كان عدد الاطفال 301 طفل تمت كفالات واسعة جدا وتمت اضافة عدد من الجزيرة حوالي 40 طفل بالنسبة للمسنين المسن عند دخوله الدار يتظر واحد من اتين اما ان يقضي حياته في الدار او ان تتغير الظروف التي ادت لدخول إلى الدار ؛ وحتي الان لم يخرج اي مسن من الدار فقدنا عددا منهم بسبب الوفاة والموجودين حاليا يبلغ عددهم 22 فقط. من اصل 30 مسن وعبركم اشيد بمجتمع شندي ونهر النيل الذي أولى قضية المسنين أهمية قصوى من خلال تنظيم البرامج الترفيهية ؛ هناك لجنة كبيرة جدا برئاسة نائب وكيل ناظر الجعلين يقفون علي خدمة المسنين وتلبية مطلباتهم .
*خسائر الوزارة خلال فترة الحرب هل تم حصرها ؟
نحن فقدنا كل شى تقريبا ولم يتبقي سوى الكادر البشري ونزلاء الدور ، فقدت الوزارة المكاتب والأصول النقدية والثابتة والمتداولة والارث المعرفي بالإضافة إلى المذكرات و الفايلات و المشروعات الكبيرة التي كانت موجودة سابقا.، إلى جانب البيوت المحمية ومراكز التنمية الاجتماعية البالغ عددها 186 مركز لم يتبقى منها غير مراكز محلية كرري، لدينا 101 الف جمعية ائتمان وهي من افضل المؤسسات التمويلية التي لها علاقة بالانتاج من ضمنهم مؤسسة التنمية الاجتماعية التي تم استهدافها بصورة مباشرة خلال الفترة الماضية مما أدى إلى فقدان دورها القيادي و انتشر اغلب الموظفين في اصقاع الدنيا.
*ماهي التحديات التي تواجه عمل الوزارة ؟
التحديات تواجه الوزارة متزايدة ، فالتحدي الكبير هو مرحلة مابعد الحرب حيث سيتم استقبال المواطنين من مدن ودول مختلفة تماما؛ واتوقع حدوث خلل في البناء الاجتماعي في مرحلة مابعد الحرب، انسان الخرطوم الان يحتاج للخدمة الاجتماعية والاسناد النفسي و الجماعي بشكل مستمر.
هناك ثقافات وتنشئة جديدة جديدة، واتمني أن لا تطول فترة الحرب حتي لا تضيع القيمة الاجتماعية السودانية؛ التحدي في المجال الاجتماعي يزداد بإستمرار وذلك كلما اقترب الجيش السوداني من اعلان النصر وعودة المواطنين الذين فقدوا مصادر الدخل والممتلكات بالإضافة إلى فقدان البيئة المتصالحة التي نشأت فيها المجتمعات و تاريخها وتراثها مما يؤكد أن التحدي كبير لمرحلة مابعد الحرب
فالذين فشلوا في تحقيق إنتصاراتهم عسكريا خلال الحرب سوف يحاولون إستغلال الهشاشة الموجودة في المجتمع وحالة التشرزم التي حدثت نتيجة لتشرد الاسر ؛ ويمكن ان يغزو هذا المجتمع بمفاهيم جديدة يمكن ان تفقدنا اي شي.
وهنا تكمن الخطورة ففي هذه الحالة لاتوجد مساحة مناورة او مجاملة ولاتقبل النظريات؛ بالتالي لابد ان نكون مستعدين و اناشد كل الخبراء والمختصين و علم النفس والاجتماع والذين يعملون في العمل الاجتماعي عموما بتفعيل ادوارهم فقد حان الوقت للتدخلهم ، فلابد من وجود فرق متخصصة تستجيب لكل شريحة من الشرائح الضعيفة ؛ والعمل على تقوية بنائها حتى لا يتم إختراقها وإستغلالها من قبل هذه الجهات وحتى لا يظل السودان في حالة مساومة مع اصحاب الاجندات .
يجب ان نكون علي اهبة الاستعداد للتصدي لأي سلوك مكتسب ؛ في هذه المرحلة فمرحلة ما بعد الحرب تتطلب تفعيل دور الأخصائيين في مجالات علم النفس والاجتماع واشراكهم في كل الخطط الخاصة بالمعالجات؛ وينتظر منهم الظهور و تقديم ادوار ملموسه ؛ وينتظر الوزارة عمل كبير جدا نظرا لان التنمية الإجتماعية تعتمد في خططها على تجاربها السابقة ؛ فهناك مؤسسات تتبع للوزارة قادرة على العمل.
*اهم المؤشرات التي ترتكز عليها خطة الوزارة لمرحلة مابعد الحرب ؟
خطتنا لمرحلة ما بعد الحرب تتركز في بناء المجتمع ؛ لدينا بناء قوي جدا في ظل ظروف الحرب نواجه إنعدام في الموارد؛ والجوع الذي يعاني منه المواطنين الذين تحملوا وصبروا وصمدو بل بالعكس خرجوا في مسيرات عند الانتصارات التي تحققت ، البناء سيعتمد على القوة الكامنه في المجتمع في جانب السياسات التي اتخذتها الوزارة لتوفير الموارد
* في ظل ضعف موارد الدولة ماهي خطة للوزارة لتوفير تمويل لمشاريعها؟
اجمل مافي التنمية الإجتماعية عموما هو البناء علي التجارب السابقة؛ الان لدينا مؤسسات قائمه نثق في قدراتها في عمل اختراق حقيقي؛ وقريبا سنعلن عن انطلاق عمل مؤسسة التنمية الاجتماعية .
تم تفعيل دور هئية تنمية الصناعات والاعمال الصغيرة بعد الموافقة عليها من قبل حكومة الولاية حيث وضعت لها خطط وبرامج؛ و تم تكليف احد الموظفين بعمل مذكرة لاستعادة دور صندوق التمكين الاجتماعي والذي يمنح القرض الحسن بفترة سماح محددة..
فمؤخرا حدثت تحولات في عقلية الشباب؛ ففي السابق كان الشخص الذي يجلس امام الدكان وامامه (طبلية) ليس له علاقة بالخريجين او علاقة بالاسر العريقة الموحودة؛ اما اليوم فإن اي شخص يسكن في عمارة نجد امامه تربيزة وبها خلاط ” مما يؤكد أن هناك عقلية جديدة كما ذكر مدير بنك الادخار الشباب تقبلوا فكرة ان يكونوا منتجين وليس موظفين وهذه فئة جديدة من الشباب.
كلمة اخيرة ؟
رسالة شكر واشادة اتقدم بها لكل المبادرين في المجتمع من رجال أعمال وناشطين وغيرهم من الذين كانت لهم إسهامات وقدموا لهذا المجتمع؛ وكانوا عنصرا وكلمة السر المفتاحية حتى في مقابلة الحكومة مع المواطنين وكانوا سباقين ومتقدمين على الحكومة وظلوا حلقة الوصل بين قيادة الدولة والولاية والمجتمع فلهم منا كل التقدير والثناء للجهود التي بذلوها ولازالو علي الرغم من الظروف البالغة التعقيد الا انهم لم يتوقفوا لحظة وهذا يدل علي مدي اصالة الشعب السوداني .