يبدو أن العنوان غريباً ولكن في واقعنا المعاش ليس هناك مايدعو للغرابة والدهشة فنحن جيل كتب علينا أن نعيش بعض أشراط جهنم وعلاماتها في يوميات حرب آل دقلو الإرهابية الذي إصطلى بلظاها الصغار قبل الكبار فصغارنا وقع عليهم الظلم فسالت دمائهم على تراب الأرض كما الآخرون كشاهد على جرائم التتار الجدد .
سأكتب لجهنم هذه العبارة وردت على لسان صغير لم يتجاوز العاشرة من عمره عاش أربع من الشهور مع أسرته تحت أزيز المدافع وحركة تاتشرات المليشيا التي تغدو وتروح لترتكز أمام دارهم عاش تفاصيل الرعب عندما يلج إلى داخل بيتهم كلاب المليشيا فيضربون والده أمام أعينه ويجرون الطفل من بين يدي والدته كتهديد لإقتناء المال والحُلي ، لفتت نظري حركة الطفل ونحن جلوساً في إنتظار معاملة فحاولت أن أتحدث إليه بلغة الأطفال فبهرني بخطاب الكبار وقال (انا حا اكتب لمالك جهنم أقول ليهو عذب الدعامة واحرقهم زي ماعذبونا وتاني طلعهم واحرقهم لما يبقوا فحم أسوووووووووود هكذا جر مفردة أسود).
وهنا تذكرت قول المولى عز وجل(يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) صدق الله العظيم.
اللهم خذ لصغارنا ماحاق بهم من ظلم المليشيا واجعل جهنم مستقراً لهم ، المليشيا أرادت أن تحكم السودان وأهله بقوة السلاح والقهر وأراد الله أن يكتب نهايتها بأيدي أبناء السودان فكان نصيبها الكره والبغض حتى في نفوس اليافعين الذين لم يسلموا من ويلاتها فكان لهم سهمهم في حرب الكرامة دماء وأشلاء وشيء في النفس علق كرهاً لظلم وظلام آل دقلو الأوباش…لنا عودة.