الجمعة, أغسطس 8, 2025
الرئيسيةمقالاترونق الصباح. ...

رونق الصباح. أسامة الصادق ابو مهند. الرفيق قبل الطريق

من يستحقون التحية فعلاً هم أولئك الذين بقوا حولنا وبقربنا رغم عدم إستقرار حالة الطقس في دواخلنا فإن أرعدت و أمطرت كانوا لنا الشمس التي تشتاق رؤيتها في يوم غائم و إن صحت و أشمست نبتوا في أضلعنا كأزهار الربيع، و زادونا بهجة على بهجة و لم يتركونا يومـا ضحية لشرور النفس، و مغباتها، عكس غيرهم الذين يظهرون فقط في أيام الربيع و يختفون طيلة العواصف، لأن اختيار الرفيق قبل الطريق مهم في هذه الحياة فالأصدقاء ليسوا أصدقاء البدايات، ولكن العلاقات تعرف غالبا من خواتيمها، ومن أوقات الشدة، لا اوقات الرخاء..!! ومن المصاعب والشدائد والمحن، عدها أحسب كم صديقا تبقي معك..!!؟؟ وكم رفيقا قاسمك المحنة وكم أخ لك لم تلده امك.
في مبدأ تلك العلاقات، قال الإمام الشافعي عليه رضوان الله: (زن من وزنك بما وزنك وماوزنك به فزنه من جاء إليك فرح إليه ومن جفاك فصد عنه.) ولعل أحد الدروس المستفادة من الهجرة النبوية أنك تحتاج رفيقا حتى وإن كنت نبياً…فنجد أن سيدنا موسى عليه السلام طلب من ربه أن يكون معه أخوه هارون مؤازرا له ضد جبروت الطاغية فرعون (واجعل لي وزيراً من أهلي* هارون أخي* اشدد به أزري* وأشركه في أمري* كي نسبحك كثيراً* ونذكرك كثيراً* إِنك كنت بنا بصيراً)
ومما لا شك فيه أن المسافات تطوى، والمشقة تهون إذا كان رفيق الطريق هين، لين، أنيس ووديع من باب أن الصداقة من أعظم القيم الإنسانية التي تسمو بها الحياة وهي كما معروف تبني على الصدق والمحبة والتعاون والإخلاص والوفاء حيث أن الصديق الحقيقي هو من يقف معك في السراء والضراء وقد أكد العلماء الذين يدرسون العلاقات الإنسانية ان حياة من يملكون اصدقاء تكون ألطف واجمل واطول

ولا تجـلس إلى أهـل الـدنايـا
فـإن خـلائق السفـهاء تعدي
وصاحب خيار الناس تنجو مسلماً
وصـاحب شرار الناس يوماً فتندم

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات