الأربعاء, مارس 12, 2025
الرئيسيةمقالاتتصوروا كيف يكون الحال لو نجح إنقلاب دقلو. ...

تصوروا كيف يكون الحال لو نجح إنقلاب دقلو. ✍️/ الركابي حسن يعقوب

دائماً ما أقول لمن يجأر بالشكوى ويبدي الحسرة والأسى والأسف بسبب الحرب وما أصاب البلاد والعباد من أذى وما مسها من ضر ، إن ما حدث هو من لطف الله الذي يغلف به البلايا والأقدار التي تنزل على عباده فتأتي في نسخة مخففة مشمولة بلطف الله.

ويجسد هذا المعنى المثل الشعبي الشائع الذي يقول (قدر أخف من قدر)، وهي عبارة تنطوي على معنى صحيح وحقيقي، وتقال هذه العبارة ليس فقط لمواساة من أصابته مصيبة أو حلت به نِقْمة ، وإنما هي أيضاً بجانب ذلك لتذكيره بأن ما أصابه مخفف بلطف الله الرحمن الرحيم.

وقريب من هذا المعنى مقولة (من قلب المحن تأتي المنح) ،
وكذلك (رب ضارة نافعة) ، وغيرها من الحكم والأقوال في ذات المعنى.

وخير من هذه وتلك من العبارات والأمثلة والحكم قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (عجباً لأمر المؤمن ، إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا المؤمن ،إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له).

فالعدوان الذي وقع على الشعب السوداني صبيحة 15 أبريل 2023، هو ابتلاء حقيقي لا شك فيه، وهو بهذا الوصف يدخل في حكم (الضراء) ،وبالتالي مواجهة هذه الضراء ينبغي أن تكون بالصبر والرضا وتفويض الأمر إلى الله وحده، لأن عاقبة هذا الصبر جائزة عظيمة وهو (الخير) والخير إسم جامع لكل ما هو مفيد ومرغوب ومقبول ومحبوب.

نعم هو كذلك رغم أن الظاهر من تداعيات ذلك العدوان أنها (مِحْنة) ذاق فيها الناس من الضر والأذي والمعاناة والبأس والبؤس والشقاء ما يصعب الإحاطة به وتوصيفه.

وجد الشعب السوداني نفسه أمام عدو غاشم فاجر فاسق وكان عليه أن يرد العدوان ويدفعه ،ويدافع عن نفسه وماله وعرضه وشرفه ، والحرب هي أقسى الخيارات وأمَرُّها عند البشر ، لكن الله تعالى يقول مواسياََ عباده ومصححاََ لهم هذا الاعتقاد (كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).

وقد كان هذا التأكيد الوارد في هذه الآية الكريمة من الله عز وجل، هو المنطلق الذي انطلقت منه معركة الكرامة لرد العدوان الغاشم الذي قامت به ميليشيا آل دقلو وأنصارهم القحاطة الذين خانوا الله والرسول وخانوا أماناتهم،
فكان عاقبة أمرهم خُسرا.

فمن لطف الله على هذا الشعب الطيب سليم الفطرة أن صرف الله عنه بهذه الحرب مصيبة أكبر من مصيبة الحرب.
كيف ذلك..؟؟!!

تصوروا كيف يكون الحال لو نجح هؤلاء الأوباش الأوغاد الملاقيط وهم بكل تلك الوحشية والحقد والضغينة والقسوة والعدوانية والغوغائية التي ظهروا بها ومارسوها طوال 22 شهراََ ، ومعهم حثالة قحط وشراذمها من الفسدة والملاحدة والعملاء والأرزقية في الاستيلاء على السلطة ضحى اليوم الأول من العدوان حسبما خططوا له..؟؟!!

تخيلوا كيف يكون الحال لو نجح الإنقلاب بسلاسة ودانت الأمور لهم وأمسك آل دقلو وآل قحط بدفة السلطة والحكم في السودان بقيادة فرعون السودان (حميدتي) وأخوه هامان ، وجنودهما..!!!

إنه لطف الله الذي أحبط أعمالهم رحمة بهذا الشعب. فلو أنهم استولوا على السلطة كان كل ما فعلوه في الناس في الحرب سيفعلونه بهم بقوة السلطان وبسيف القهر والتسلط والديكتاتورية مدعومين من الخارج.

كانوا سيجلبون عربان الشتات من صياصيهم في صحاري غرب أفريقيا ليستوطنوا في السودان كمواطنين من الدرجة الأولى الممتازة، ويجعلوا أعزة أهلها أذلة ويكثروا فيها الفساد . ويتحول المواطنين أصحاب الأرض وأسياد البلد إلى (فلنقايات) و (عمبايات) ، نساؤهم حِلٌّ لهم وبناتهم إماء وسبايا وجواري عندهم.

كانوا سيجوعونكم ويذلونكم كما جوعوا وأذلوا الأسرى ، ويأخذون منكم ما يطيب لهم من السيارات والمقتنيات عنوة، ويخرجونكم من دياركم ليسكنوا فيها.

كانوا سيطبقون العلمانية بكل ما فيها من شرور وآثام ومحاددة لله ورسوله، كانوا سيحلون بروتوكول سيداو بحذافيره محل قانون الأحوال الشخصية، يبيحون للزوجة أن تعدد علاقاتها وأن تتخذ أخدان لها ، كانوا سيغيرون خلق الله بإضافة جنس ثالث للبشر وليس كما جعلهم الله وخلقهم من ذكر وأنثى. كانوا سيحمون الشاذين جنسياََ بالقانون ويقيمون لهم أندية يأتون فيها المنكر..

وفي دولة آل دقلو لن يكون هناك مساجد تقام فيها الصلوات ويذكر فيها إسم الله كثيراً، ولا يرفع منها الأذان فالأذان يزعج الناس ويقض مضاجعهم فالنوم في دولة آل دقلو وآل قحطان خير من الصلاة.

كانوا سيبتكرون نسخة خاصة بهم بالحذف والإضافة من كتاب الله ، فسورة الزلزلة مثلاً مرعبة ومخيفة للأطفال كما قال عرابهم المرتد القراي الذي تطاول على الذات الإلهية ، كانوا سيأتون به وزيراََ للتعليم ليعلم أولادكم في المدارس الكفر والفسوق والعصيان.
وكانوا سيمنعون تشغيل تلاوة القرآن الكريم في المركبات العامة والخاصة فلا يسمع بعد ذلك شيخ الزين ولا نورين وهما يتلوان القرآن بصوتهم المحبب.

كانوا سيستوردون لنا (الإبراهيمية) ، وهي خلطة جاهزة معلبة من الأديان ، يجمع فيها المسجد بالكنيسة والكنيس في مبنى واحد وتوضع في أرفف المبنى نسخ محرفة من التوراة والإنجيل والقرآن محذوفة منه سورة الكافرون وكل السور التي تقص علينا أخبار اليهود والنصارى.

يذهب المسلم إلى هذا المجمع ليصلي (شوية مع دول وشوية مع دول).

في دولة آل دقلو وآل قحطان لن يكون هناك صحافة حرة ولا حرية رأي فالرأي في عرف كبير آل دقلو (مجمجة) ، فشعاره شعار فرعون (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد).

لو نجح الإنقلاب كان حميدتي سيكون آدم سميث الألفية الثالثة ،الذي سيدير وحده اقتصاد الدولة فقد اكتسب خبرة معتبرة من تنصيب حمدوك وآل قحطان له رئيساََ للجنة الإقتصادية ونجح بالفعل في إدارة الإقتصاد حيث إستطاع بحنكته رفع نسبة التضخم إلىٰ 200٪. وانهارت قيمة الجنيه السوداني مقابل الدولار إلى أدنى مستوى لها.

لو نجح إنقلاب آل دقلو وآل قحطان لتحولت لجنة التمكين سيئة الذكر إلى سلطة قضائية وتشريعية وتنفيذية في وقت واحد والمقدم شرطة عبد الله سليمان كان سيعين وزيراََ للداخلية ، ووجدي شاشات رئيساََ للقضاء.

أحمدوا الله أيها السودانيون على لطفه بكم بفشل إنقلاب آل دقلو وآل قحطان. فالحرب كانت أهون وأخف وطأة من حكم هؤلاء، فالحرب أهلكت فرعونهم ، وجعلت أخاه هامان يهيم تائهاََ خائفاََ يترقب في الصحراء عاجزاََ عن تنفيذ مهمته المستحيلة باقتحام الفاشر ، ونفوق معظم قادتهم وهلاك الآلاف من جنودهم وفقدانهم لعتادهم الحربي الضخم الذي أصبح غنيمة (باردة) في يد الجيش والقوات المساندة له. وإفلاسهم بفقدان أصولهم المالية في الداخل وحظرها في الخارج بفعل العقوبات الدولية.

أحمدوا الله أيها السودانيون وقولوا الحمد لله الذي أذهب عنا الأذى وعافانا.
وقفوا سنداََ قوياََ وسداََ منيعاََ مع جيشكم وقواتكم النظامية والمستنفرين والمشتركة والمقاومةالشعبية لتقضوا معاََ على آخر مرتزق وعميل مأجور وجنجويدي وبقية مما ترك آل دقلو وآل قحط ،عليهم من الله ما يستحقون.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات