كل الأمم التي لا تجدد أفكارها وخططها تظل أسيرة الماضي وقابعة في الرصيف في ذيل الأمم المتطورة والناهضة ، وكل النظريات الغير قابلة للتحديث تظل معتقلة في فرضيات تجاوزها الواقع وأصبحت غير مفهومة ، والتشبث بالماضي والحاضر والمستقبل في العمل السياسي مدعاة للتخلف والاعطاب في الإدارة واصتكاك العملية السياسية والتنظيمية القادرة على إحداث الفارق .
ولعل ما يدور في هذه الأيام من جدل في أمر المؤتمر الوطني وقيادته هو ذكاء خارق من شيوخ المؤتمر الوطني لاستبقاء كابينة القيادة دولة بينهم واستيعاب شباب الحزب من الصف الثاني والثالث الى ادنى كادر في مارثون انصرافي في ظاهره وعميق في باطنه يكرس بقاءهم في قيادة التيار الإسلامي على الدوام فاصطف البعض مع فريق والآخر مع الفريق الآخر وبذا سيتم تغليب رأي على الاخر ويستمر الحال.
إن التحدي الحقيقي للمؤتمر الوطني كان ولا زال في تجديد الخطاب والقيادات وتقديمهم الشباب للقيادة بدلا عن تأطيرهم في مجموعات متفرقة ولذلك عندما جاءت احتجاجات الشباب في العام ٢٠١٣م و٢٠١٨م لم يتمكن شباب حزب المؤتمر الوطني من إيجاد لغة مشتركة مع هؤلاء الشباب ولم يكن بوسع قيادة المؤتمر الوطني اختراق هذه الجموع نسبة لتغير مفاهيم ومفردات الواقع السياسي مع العلم أن من بين من خرجوا في الشوارع أبناء أعضاء بالمكتب القيادي!!! وعليه فإن الحركة الإسلامية عندما كتب لها النجاح كان هؤلاء الشيوخ حينها شباب متقد حيوية ونشاط وكان هذا سر التفوق على الأحزاب العتيقة ، غير أنهم لم يستطيعوا التخلص من نزوات السلطة والتسلط وبالتالي اضمحلت الفكرة وصارت مسار جدلا فارغا اقعد بالتيار الاسلامي المبني أساسا على الحركة والحيوية .
إن التحدي أمام شباب الحزب والحركة الإسلامية الخروج من نمطية التفكير والولاء للأشخاص والتحرر من عقلية التلقي والسكرتارية إلى مرحلة التصدي والمسئولية عن القيام بأعباء القيادة والمبادرة والإنتاج الفكري والإبداعي، لأن الواقع يتطلب ذلك للبقاء فيه وضمان المستقبل ، وعلى القيادة الحالية أن تحتكم إلى العقل والمنطق وتعمل على نقل المهام والمسئولية إلى الشباب دون تردد وامتثالا لسنة الحياة وناموسها ولكم في قادة حماس أسوة حسنة ودولة ماليزيا وعدد من دول افريقيا والدول العربية .
وعليه لابد من استغلال الفرصة وان تنعقد الشورى بنصابها ووفقا للائحة ليس لنهائيات ديربي حظ النفس ولكن لإعادة صياغة النظام الأساس واللوائح وفق المتطلبات المرحلية وتسليم قيادة شبابية تدير ووتتصدر العمل السياسي والتنظيمي من الذين شرفو الحزب وتقدموا الصفوف زودا عن الوطن وبذا سيحفظ التاريخ أننا تيار جدير بالاحترام …