لم يعد خافيًا على أحد أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد انتقلت من مرحلة دعم وكلائها وأذرعها الخفية داخل السودان، إلى مرحلة أكثر خطورة ووضوحًا: إدارة الحرب الإعلامية ضد السودان علنًا، عبر منصاتها الرسمية والإعلاميين المحسوبين عليها.
لقد سخّرت أبوظبي منصات إعلامية ضخمة، وصفحات إلكترونية موجهة، ووجوهًا إعلامية ناطقة بالعربية والإنجليزية، لتشويه صورة السودان وجيشه وشعبه، في محاولة يائسة لتعويض فشل مشروعها التخريبي الذي أوكلته إلى مليشيات وعملاء محليين. وحين سقط هؤلاء الوكلاء في الميدان، ولم يحققوا شيئًا سوى الخزي والانكسار، لجأت الإمارات إلى حرب دعائية مكشوفة تستهدف كسر إرادة الشعب السوداني، وتشويه تضحياته، وزرع الفتنة بين مكوناته الوطنية.
أهداف الحرب الإعلامية الإماراتية
- النيل من المؤسسة العسكرية السودانية: عبر حملات منظمة تصور الجيش وكأنه خصم للشعب، في محاولة لعزله عن عمقه الشعبي.
- بث الفوضى وزرع الشك: عبر التركيز على الشائعات، والمبالغة في الأزمات الاقتصادية والإنسانية، لتكريس صورة العجز واليأس.
- تحطيم الروح المعنوية: بتكرار رسائل الهزيمة والاستسلام، حتى يصبح المواطن السوداني فريسة للإحباط.
- إعادة تدوير مشروعها التخريبي: عبر محاولات تسويق مليشيات متمردة كبدائل شرعية، رغم أن دماء السودانيين ما تزال شاهدة على جرائمهم.
ماذا يجب أن نفعل؟
وعي الشعب هو خط الدفاع الأول: على كل سوداني أن يعلم أن ما يُبث عبر المنصات المدعومة إماراتيًا ليس سوى أداة حرب، لا يختلف عن الرصاص والقذائف.
دعم الإعلام الوطني البديل: لا بد من تعزيز المنصات السودانية الحرة التي تنقل الحقائق وتواجه التضليل بالحجة والبرهان.
المقاطعة والفضح: كل منصة أو إعلامي يبيع نفسه لمشروع الأجنبي يجب أن يُفضح ويُقاطع، حتى لا يجد سوقًا في السودان.
تعزيز الوحدة الوطنية: لأن الإعلام المعادي لا يجد مدخلًا إلا عبر شق الصفوف، ولا يحقق أهدافه إلا حين ينقسم الناس.
رسالة للشعب السوداني
يا أبناء السودان، إن معركتنا ليست في الميدان فقط، بل في الوعي أيضًا. فكما انتصر جيشنا ومجاهدونا على الأرض، سننتصر جميعًا على الحرب الإعلامية إذا واجهناها بالعقل والوعي والوحدة.
ولتعلم الإمارات أن السودان ليس حقل تجارب لمغامراتها، وأن الشعب السوداني الذي واجه أعتى المؤامرات لن ينكسر أمام إعلام مأجور أو أبواق مأجورة.
السودان أكبر من كيد الأعداء، وأقوى من كل مؤامرة.