أهم ما نحتاجه هذه الأيام التماسك والترابط، بالوعى ننجو من فخاخ ومؤامرات تحاك ضد السودان وشعبه، وباصطفاف الشعب نتخطى الصعاب.
حالة فوضى وانحلال تقودها (السوشيال ميديا) وتحركها أصابع مأجورة، ليست خفية بل معلومة للعقلاء.. تماد فى نشر فيديوهات مفبركة ومحبطة وأخرى خارجة وسلوكيات مشينة، استفزاز للقيم وحرب شرسة على تفتيت الوطن.
الخروج من موجة الإحباط والسلبية مسئوليتنا جميعا، وعلينا التدبر لنعلم أن هناك مخططات شيطانية توجهنا للانهزامية.
السودان جميل، بموارده بموقعه ومكانته وتاريخه وتكاتف شعبه خلف جيشه وشرطته وأجهزته الوطنية الواعية، فلا تندرجوا للإحباط ومخططات الأشرار.
فى كل شبر من أرض الوطن حكاية جميلة وتضحيات رائعة ..أصل الحكاية يكمن فى الاستقرار، فلولا الأمن ما تحققت الإنجازات.. أمن الوطن غاية الجميع، ولدينا أجهزة أمنية يقظة تعرف قدر الوطن ومقدراته وتضرب بيد من حديد بخبطات استباقية كل من يعبث باستقرار الوطن، من خلال إشاعات منظمة وفضاء ملوث بكتائب الإنترنت فى ظل موجة ممنهجة لنشر البلبلة، ما يستوجب وقفة جادة وتحركا قويا للإعلام الوطنى لمواجهة الأكاذيب، فالعمل أبلغ رد على المغرضين، وبوعى الشعب واصطفافه وتكاتفه نواجه الأشرار ونستمر فى التنمية والبناء، ولابد من التصدى لفضح المخادعين بنشر الحقائق للرد على المشككين.
▪️كل من يحاول تقليل دور السودان بالشوشرة ونشر الفتن والأكاذيب فاشل.. الوطن كبير بوعى شعبه وفطنته ولن تفلح حيل المضللين.
▪️حان الوقت الذي لا تسمح فيه (الدولة) بأي وضع يتم على حسابها.. لأنها فوق الجميع ولا سلطة أعلى من سلطتها.. وهذا الأمر يتطلب تحديداً دقيقاً لمهام كل سلطة من سلطات الدولة على حدي وبترتيب واضحة ودقيق.. لا يسمح لمؤسسة أو سلطة بأن تتجاوز حدودها وأدوارها ومسؤولياتها التي حدد لها وفق نظم مثبتة تراعي أن الدولة فوق الجميع وأنظمتها التي تعمل غير قابلة للتجاوز في ظل سيادة العدالة وتكامل السلطات، وتطبيق الأنظمة على الجميع وإعلاء شأن الوطن والدولة وعدم السماح بالتكسب من ورائهما، فإن حالة التشرذم لا بد أن تتوقف والعمل على تطوير أداء كافة المؤسسات ومراجعة أدوارها بدقة وتصحيح مفاهيمها حتى لا يصبح هناك من يحمل فكراً مختلفاً عن فكر الدولة القوية الحادبة علي مصالح الوطن والشعب بمواجهة التحديات التي تضيق بضيق الفكر الذي
يحمله البعض وتجسده الممارسة الخاطئة التي اعتاد البعض عليها طوال الحقبة الماضية، عندما نتحدث كثيراً عن الولاء.. فإننا نقصد مصطلح (الانتماء وليس الولاء..) لأن مسألة الولاء محسومة.. ولا يحق لأحد أن يطرحها في إطار المقارنة أو يقف منها موقف المشرع.. أو المفسر.. لأننا جميعا بشر.. وغير مخولين بذلك مهما كانت مراتبنا.. أو مكانتنا لأن الولاء في هذه الحالة ولاء حي كامل تلك حقيقة لابد أن تحسم أولاً فإذا فرغنا من ذلك.. بتصحيح هذا المفهوم في أذهاننا فإن مسألة (الإنتماء) تصبح محسومة أيضاً لصالح الوطن أرضاً وتاريخاً وإنساناً ونظاماً وهو ما تعارفت عليه (دول العالم) وإتفقت على تسميته بالسيادة الوطنية بعناصرها الثلاثة: (الأرض_ والشعب هو_ والنظام) وبما أن الحاكم لمنظومة السيادة هو القيم فإن الولاء في الأرض (بمعنى الانتماء) يكون له بصورة (تلقائية للوطن) الذي ندين له ونلتمس وطنيتنا منه قيادةً وشعباً ونظاماً.
▪️ ليست التحديات التى تمر بها الأوطان علامة ضعف بل دليل على أن الوطن حى، يتحرك، يتفاعل، يواجه، ويصمد، السودان فى هذه اللحظة الفارقة من تاريخه لا يواجه فقط متغيرات إقليمية ودولية تعيد تشكيل أولوياتها الداخلية وتضع الإنسان السوداني فى صدارة مشروعه الوطني بإجتثاث مليشيا آل دقلو الإرهابية من الوطن ومن عاونها على عدم الوطن وتفتيت عضدد وحدته.
إن أخطر ما يمكن أن نواجهه فى هذا الوقت المضطرب هي جمل من التحديات (خارجية وداخلية) بعضها يتعلق بحالة من التشويش التى تصيب الوعى حين تتكاثر الأصوات وتتشابك الرسائل ويصبح من الصعب التفرقة بين من ينتقد ليهدم ومن يراجع ليبني، فالوطن ليس مجرد خريطة بل مشروع متكامل، وكل مشروع يحتاج إلى مراجعة وإلى تطوير وإلى نقاش حر ومسؤول دون تجريح أو تجاوز أو مزايدة، فالدولة القوية هى التى تسمع، وتحلل، وتستفيد من النقد البناء وتفتح أبوابها لأصوات العقلاء الذين يريدون الإصلاح لا الفوضى.
▪️ لعل ما يحسب للسودان فى هذه اللحظة إنه يمضى فى طريقين معاً: يحمى الأمن القومى فى بيئة داخلية تتأمر على وحدته وشعبه وأرضه وأخرى إقليمية شديدة التقلب.. يقابله تحديات جسام تعمير ما دمرته الحرب من خلال فتح الوقت نفسه ملفات التعمير في مجال الصحة والتعليم والخدمات.. وحتى الوعى الثقافى والوطني يحتاج إلى تفعله في هذا الوقت، وإذا كنا نريد فعلاً أن نحمى الوطن ونبنى الإنسان فعلينا أن نؤمن بأن قوة الدولة تبدأ من احترام عقل المواطن وبأن الأمن لا ينفصل عن الكرامة، والتنمية لا تكتمل دون عدالة.. والحوار لا يغنى عنه الصمت أو التلقين.
الوطن يسير نحو الأمام وقدرنا أن نكون على هذا الطريق معه لا خلفه ولا ضده بل إلى جواره.. بكل ما نملك من محبة وعقل وإرادة وطنية غلابة،
▪️إن الحلم بوطن قوي لا يسكن الخيال وحده ، فإن الإيمان بها وطن نعيش فيه قبل أن نسكنه.. وهذا ما نكتبه لا لنعلق الكلمات على الجدران بل لنشارك فى بناء جدار الوطن بكلمة صادقة وعطاء لا يعرف الي الكلل والملل متكئ.