الجمعة, أغسطس 1, 2025

ندى الحروف. هذه الأرض لنا. ✍️ إبراهيم محمدنور

هذه الأرض لنا، أرض السودان، وطنٌ نعيش فيه، ونحيا من خيرات ترابه ومياهه، ونستنشق هواءه الممزوج برائحة التاريخ. هي الأرض التي احتضنت أجدادنا وآباءنا، وكانت شاهدة على حضارات عظيمة وثقافة عريقة تمتد لآلاف السنين. نحبها، نحميها، ونعمل على بنائها لأجل حاضرٍ أفضل ومستقبلٍ أكثر إشراقًا.
حب الأرض والانتماء لها ليس مجرد شعور، بل هو جزء أصيل من الهوية السودانية. نحن أبناء هذا الوطن، نرتبط به وجدانًا وروحًا، نحترم تاريخه، ونعتز بتراثه، ونحمل مسؤولية الحفاظ عليه، ونقله إلى الأجيال القادمة. السودان ليس مجرد رقعة جغرافية، بل كيان حي يسكن فينا، ونفخر بالانتماء إليه.
الأرض لا تُحب فقط، بل تُحمى وتُصان. علينا واجب مقدس تجاه وطننا: تنمية موارده، الحفاظ على بيئته، وتطوير بنيته. يجب أن نكون أوفياء لهذه الأرض التي أعطتنا الكثير، وأن نرد الجميل بالعمل والإخلاص والدفاع عنها بكل ما أوتينا من قوة وإيمان.
من ترابها نزرع، ومن نيلها نشرب، وعلى أرضها نعيش ونبني ونحلم. الأرض ليست فقط موقعًا جغرافيًا، بل هي مصدر الحياة والرزق، وهي قلب الوطن النابض. إن الزراعة، والثروات الطبيعية، والمياه، جميعها كنوز نمتلكها، ويجب علينا استثمارها وحمايتها للأجيال القادمة.
فلنكن جميعًا حماةً لهذا الوطن، لا ننتظر الآخرين ليفعلوا ذلك عنا. فلنزرع الخير، ونحصد الأمل، ونبني وطنًا يسع الجميع. فلنحافظ على مقدراتنا، ونطهر قلوبنا من الأحقاد، ونجعل من السودان وطنًا مزدهرًا لكل أبنائه.
التمييز والفرقة هما سلاح الأعداء. فلنرفض العنصرية والجهوية بكل أشكالهما، ولنعمل على تعزيز الوحدة الوطنية. نحن سودانيون أولًا، أبناء وطن واحد، تجمعنا أرض واحدة وتاريخ مشترك. بوحدتنا فقط نبني، وننهض، وننتصر على التحديات.
قواتنا المسلحة والقوات النظامية هم درع الوطن وسياجه، يبذلون أرواحهم في سبيل أمنه واستقراره. علينا أن نقف خلفهم، وندعمهم معنويًا وماديًا، فهم حماة الأرض والعِرض، ورمز الوطنية الصادقة في زمن المحن.
في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ السودان، نقف دعمًا ومؤازرةً لرئيس الوزراء البروفيسور كامل إدريس، رجل المرحلة، وصاحب الرؤية الوطنية. نثق في قدرته على قيادة سفينة الوطن، وعلينا أن نكون عونًا له لا عبئًا عليه، حتى نحقق سويًّا حلم الدولة المدنية المتقدمة.
إن المرحلة تتطلب أكثر من النوايا الطيبة، فهي تحتاج إلى الاستفادة من السودانيين أصحاب العقول النيرة والكفاءات المؤهلة، بعيدًا عن المحاصصات الحزبية والولاءات الضيقة. فبناء الوطن لا يتم إلا باختيار الإنسان المناسب في المكان المناسب. كما أن محاربة الفساد تبدأ من أعلى الهرم إلى أصغر موظف، بمحاسبة كل من يثبت ضده فساد أو تقصير، حتى يشعر المواطن أن الدولة عادلة، والمسؤول خادمٌ للوطن لا متسلطٌ عليه.
ولا يمكن أن ننهض بوطننا دون النهوض بتعليمه، فالتعليم هو المفتاح الحقيقي للتغيير والتنمية المستدامة. علينا أن نولي عناية قصوى بجودة التعليم في كل مراحله، خاصة التعليم التقني ، ومواكبة التطورات العالمية في مجالات الرقمنة والذكاء الاصطناعي والابتكار. الاستثمار في العقول هو الاستثمار الأذكى، ولن تقوم نهضة دون بناء الإنسان أولًا بالعلم والمعرفة والمهارة.
هذه الأرض لنا، ونحن لها. أرض السودان، أرض الأجداد والآباء، مهد الحضارة، ونبع العزة والكرامة. فلنحفظها من الأذى، ونبنيها على قيم الوحدة والعدالة والسلام. سنبقى أوفياء لها، نرفع رايتها عالية خفّاقة، ونردد بكل فخر:
نحبك يا وطننا… ونعاهدك أن نكون على العهد باقين.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات