السبت, أغسطس 2, 2025

“أنفال” بقلم:بدرالدين عبدالرحمن “ودإبراهيم” إلي قادة حكم السودان:(وسكنتم فى مساكن الذين ظلموا أنفسهم،وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال).

فشل التيار الإسلامي فى السودان -بكل مسمياته-فى أن يشكل “مكونا قويا”كي يصبح وسيلة ضغط قوية ومؤثرة وفاعلة،تضع الدولة فى مسارها الصحيح على الصعد “السياسية والعسكرية والإقتصادية والأمنية والإجتماعية والخارجية)،وكان نتيجة هذا الفشل المريع،أن ترك أمر الحكم للذين يهابون الخارج والمجتمع الدولي أكثر من الله،وللذين يسوقون البلد لحتفها تحت السمع والبصر!.
على سبيل المثال لا الحصر،هاجر الجزء الأكبر من قادة هذا التيار الى “تركيا ومصر وبريطانيا وماليزيا” وغيرها من الدول،سعيا منهم لتأمين مكتسبات شخصية،فيما بقي بالسودان قليلون جدا حملوا جمر القضية على أكتافهم،وبذلوا كل مافى وسعهم لأجل تصحيح الوضع الشائه الذي ضرب أركان البلاد ومفاصلها،شهدنا “أنس عمر ود.محمد على الجزولي ود.ناجي مصطفي”منافحون و أقوياء،بأسهم شديد على “قحط” وأذنابها وأرازلهم، الذين عاثوا فى الأرض فسادا وإنحطاطا وعبثا بالدين والاخلاق،وجدوا جراء موقفهم هذا “ضنكا وشظفا وتضييقا”،بينما بقي “البشير وهارون وبكري”في السجن،فيما توارت قيادات أخري خلف جدر البيانات الجوفاء، والتصريحات الجدباء التى لاتسمن ولاتغني من جوع.
قيادات ظن كثير من المنتمين لهذا التيار فيها خيرا وقوة فى الحق،لكنهم هم والخذلان ومواقف الوضع الرمادي سواء،وهو أمر غير مستغرب منهم.
أنظر للسنوات الآخيرة لحكم “البشير”،وستعرف أي منقلب إنقلب فيه قيادات التيار الإسلامي التى سارت فى إتجاه الخنوع!.(اللهم إستعملنا ولاتستبدلنا).!
فى إتجاه آخر إنبري خطباء وأئمة المساجد -هم في الإساس محل تقدير وإحترام وإجلال-،لتناول قضايا “ثانوية”بعيدة كل البعد عن الذي يحدث فى أرض الواقع من فوضي “سياسية وإقتصادية وتنفيذية” سيطرت على وزارات ومؤسسات الدولة ومفاصلها.
“قليل جدا”منهم،من تناول الموضوعات التى تهم الناس والمرتبطة بطريقة الحكم “السيئة”و”الملبدة بالأخطاء العظام”التى سار عليها الفريق “البرهان” منذ العام (٢٠١٩)،دون أن يجد من يقول له أنك مخطئ،وخطئكم عظيم،لأنك كلفت الناس الكثير والصعب والموجع.
كل خسائر المواطن التي وقعت عليه جراء هذه الحرب،هي فى الأساس نتيجة لسياسات “عرجاء” و”عجفاء” للأخ “البرهان”، الذي أدمن أن يضع الناس فى الموقف الصعب والمعقد كي يبحثوا هم عن المخرج،ويضمن هو الجلوس على كرسي الحكم،لعبا على التناقضات والتقاطعات وإرضاء الخارج على حساب الدين والمواطن.
يري الجميع الكم الهائل من “الأخطاء الجسيمة”و”المكررة بالكربون”التى وقع ويقع فيها المكون العسكري بإستمرار(تقريب حركات دارفور،وإعطائها غير حقها ومستحقها،وهو تمليش منظم،هو ذات خطأ تمليش الدعم السريع الذي قتلنا وسرقنا ونهبنا ودمرنا فى رابعة النهار).
ويري الجميع إلى جانب ذلك،الوضع الصعب الذي عليه أهل السودان الآن،ويري الجميع تعمد “البرهان” ورهطه،عدم تكوين المحكمة الدستورية والبرلمان ومن ثم الذهاب إلى الانتخابات،وعلى الرغم من كل هذا “التردي المخيف”،إن سألت قيادات التيار الاسلامي لقالوا دون “إستحياء”:”أن الأمور مرتبة” و”أن الوضع تحت السيطرة”!!.
كاد السودان أن يمحي من الوجود،نتيجة تساهل مريب وغريب “للبرهان والعطا وكباشي” مع “حميدتي” و”الجنجويد”، تساهل دفعنا ثمنه نحن بفقدنا لكل شئ،فضلا عن أن الدولة اليوم تقوم على أنقاض الفوضي والفساد المالي والإداري والتلاعب بكل شئ.
عن أي أمور تحت السيطرة تلك التى يتحدث عنها قادة التيار الإسلامي الذين خذلوا أنفسهم قبل أن يخذلوا قاعدتهم؟،عن أمور مرتبة يتحدث هؤلاء الذين تماهوا مع “التسكع” الذي أصاب الدولة تحت حكم “البرهان” الذي بلغ الضعف فى عهده مبلغا غير موصوف أو مسبوق!.
كل الحادبون المخلصون الذين يخافون ربهم،أصابهم “الحزن الشديد”جراء هذا الوضع “السخيف” بكل ماتحمل الكلمة من معني،إلا قيادات العمل الإسلامي الذين يرون “زورا وبهتانا” أن الامر مرتب!!(فإنها لاتعمي الأبصار،ولكن تعمي القلوب التى فى الصدور).
واضح جدا أن الترتيب المقصود هنا،هو حماية المصالح الشخصية والذاتية بين الطرفين (قادة التيار الإسلامي والبرهان)،بينما يذهب مشروع بناء البلد على أسس العدل والقانون والتنمية والرفاه والمساواة والإستقامة أدراج الريح.
الحقيقة المفجعة،أن التيار الإسلامي وقياداته وقادة المجتمع من الائمة والخطباء وغيرهم -مع أكيد إحترامنا لهم-،قدموا رؤية مجتمعية “بائسة وخائرة”،ولم يكونوا بقدر طموح الناس وآمالهم وأفكارهم الساعية لإقامة دولة الشريعة الإسلامية التى تضع فسطاط العدل بين الجميع،منهجا مشرقا ووضاءا.
والحقيقة التى تفوق سابقتها فى الفجيعة،أن الشعب السوداني ترك أمر حكمه ومعاشه وخدماته،لمن هم أهل للفشل المتواصل،ولمن هم أهل للتلاعب بكل شئ،ولمن هم أهل “للكذب” الذي صدعوا به رؤوسنا ليلا ونهارا”.
قال “البرهان” و”كامل أدريس”:أن الحكومة ستشكل من الكفاءات المستقلة،ودون تدخل من مجلس السيادة،بينما وجدنا تشكيل حكومي قائم على “المحاصصة والقبلية والإنتهازية والتسوية والترضية”على حسابنا،هذا غش صريح لنا!!.،لذا فإن الشعب يستحق أن يتولي أمره أهل “الإنتهاز” والبحث عن مغانم السلطة والجاه والذهب،على حساب القتل والتشريد كما “حركات إتفاق جوبا”،التى قدمت تجربة كشفت “بوارهم” و”إنكسارهم” وسقوطهم المريع فى “براثن” التنازع السلطوي.
أما الأحزاب والكتل السياسية “الكرتونية” و”الهلامية” و”الحلقومية”، التى تنفر خفافا وثقالا بين فنادق “بورتسودان” ومكاتب قادة مجلس السيادة،فهؤلاء قوم (مقعدون ،حاسري الفكر،مهطعي مقنعي الرؤوس،أفئدتهم هواء، قلوبهم خالية من كل شئ ،من شدة بؤسهم وفقرهم وإرتمائهم فى أحضان التسرذم والتسمم السياسي.
الا يحرك هذا العرض السياسي والإقتصادي “الجنائزي”لدولة “البرهان”، على مسرح “العبث”،شيئا فى الناس؟!!.
أماتت عند الناس الحمية؟!.
اللهم إرفع عنا مقتك وغضبك عاجلا غير آجل.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات