الإثنين, يوليو 7, 2025
الرئيسيةمقالاتتعيين معز بخيت.. ومعيقات حكومة الأمل !! ...

تعيين معز بخيت.. ومعيقات حكومة الأمل !! بقلم / طارق المادح

رغم ما حاق بالوطن من ويلات الحرب والقتل والدمار مازال غالبية السودانيين بمعزل عن تحصيل العظات والعبر ؟!!.وذلك بانصرافهم عن ماهو اكثر اهمية وضرورة من ترتيب أولويات الوطن .والمواطن ..ففي الايام الماضية اثار تعيين العلماء الاجلاء بروفسير /عصمت قرشي وزيرا للزراعة، وبروفسير أحمد مضوي وزيرا للتعليم العالي، وبروفسير/معز بخيت وزيرا للصحة.. لغطا مزعجا .سيما الآخير بروفسير /معز عمر بخيت..(وكان الإنسان أكثر شيء جدلا) رغم ان الإجماع التام قد عز علي الأنبياء والمرسلين والمصلحين عبر التاريخ ومن عجبي ان فئة من الناشطين و بظرف مخلفات الحرب والمجاعة والدمار التي تحتم ان تكون ردة الفعل اسعافية لبناء الوطن..انتخبت هذة الفئة نفسها باشتراط الكمالية في اختيار المسؤول او الوزير يحلمون به مغسولا بالثلج والماء والبرد ..لم يرتكب كبيرة ولم يصر علي صغيرة !! فخطأ الشخصية السودانية وبعض الناشطين لبسها بين مهامها بمراقبة الأداء المهني المتجرد.. وبين مهام الملائكة (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) .متغافلين عما هو أكثر ضرورة وإلحاحا كوضع سستم /نظام صارم للرقابة والمحاسبة المهنية ومحاربة الاعتداء علي المال العام واستغلال النفوذ وسن مادة قانونية حاسمة بأسم(اعاقة العمل)ذات عقوبة عاجلة وناجزة في كل مؤسسات و وزارات الدولة ..وهنا ينهض سؤالا مباشرا لمنتقدي اختيارات رئيس الوزراء دكتور كامل إدريس بتعيينه للعلماء الأجلاء الثلاث ماذا يريدون من نقدهم وإنتقادهم هذا ..هل يريدون فراغا عريضا في السودان.. بلا وزارات او خدمات ؟ فقد طال انتظار المواطنين في المنافي علي امل العودة لوطنهم ..ان أكبر كارثة حلت بالشخصية السودانية في هذة الحرب وما بعدها حدة الاستقطاب بين الثنائيات(كيزان/يسار)(فلول /قحاتة)(قوي مدنية/جيش)وبين هذا وذاك ضاع امل المواطن البسيط الذي لا يأمل الا في (إطعام من جوع وأمن من خوف)حدة الإستقطاب تتجلي أكثر في نسف وتبخيس القوي المدنية لكل انجاز للقوات المسلحة وتكنوقراطها ولو انزلوا المن والسلوي للمواطن السوداني وكذا في المقابل..سخط القوات المسلحة وانصارها علي القوي المدنية واتهامها في كل مساعيها للوصول لأي اتفاق تصالحي .والنظر إليها بعين الريبة! .. فقد حمل الاستقطاب بين القوات المسلحة والقوي المدنية بشحنات نفسية حارقة لم يشهدها تاريخ السياسة السودانية من قبل ؟!، وهذة الحاله المتطرفة هي أكبر معيقات البدء في (إسعاف الوطن) رغم ان (صوت الضمير الوطني المباشر)هذة الأيام لا يصدع الا بالضرورة العاجلة ببناء مؤسسات الدولة وملأ الفراغ ..حتي يمكننا القول ان هناك دولة . بعدها يحق لنا أن نتفاوض ونتحاور عن شكل هذة الدولة مع العلم ان المنصب الدستوري او السياسي في هذة الظروف التي يمر بها السودان الآن هو عين التكليف لا التشريف.!!.فكل من له انحياز للرفاهية والمكاسب المادية لن يستجب لاي تكليف. بهذة الظروف القاهرة فالمهام جسام والتحدي أكبر..واني لأعجب من رفاهية شعب منهك بالمآسي يتدلل ويتخير ويماطل في تعيين من هو بائن الكفاءة كدكتور معز بخيت .فقد نالوا من التأهيل الأكاديمي اشرفة ..وهو من المفاخر التي (نقدل )بها في المحافل وله من الخيارات الوثيرة (البحرين ،السويد .لندن) ما يغنية عن هذا اللغط الجائر ..نعم ان صفات القيادي النهضوي ليست حكرا علي الأكاديميين فحسب بل لا بد من التمييز بين التقدم لوظائف الخدمة المدنية التي تعتمد علي الشهادات الأكاديمية وبين التقدم لقيادة شؤون الدولة.. فالقدرات القيادية تعتمد علي صفات شخصية كالتحلي بالحكمة ،وترتيب الأولويات، والقدرة علي اتخاذ القرار ،واتزان الشخصية… وكلها مهارات ذاتية قد يتصف بها غير الاكاديميين كنجوم المجتمع وزعماء القبائل او بعض المستنيرين مع وجود سيستم /نظام مهني يلزم الجميع … فالقيادات الحاكمة كالفريق البرهان ودكتور كامل أدريس رئيس وزراء حكومة الأمل لا ينبغي أن يأخذ. منهما الهوس الاكاديمي مأخذا عظيما بظنهم ان الاكاديميات وحدها كفيلة بصنع قيادات ناجحة..فالاكاديميات قد تفتح آفاقا لكن ليست بتمام الكفاية لصنع قيادات ناجحة لإدارة شؤون الدولة مع العلم ان حكومة دكتور كامل إدريس تعتبر حكومة (اسعاف او طواريء او عناية مركزة)للوطن وليست حكومة تشريف ورفاهية فقد طال انتظار الشعب المنهك لتكوين دولة راشدة تسخر له الخدمات تعيضه عن حرمان وكوارث الحرب ..ويجب ألا تغيب عنا معالم العبر والاعتبار فبعد ثورة ديسمبر المجيدة وما بعدها حتي قيام الحرب اللعينة فقد اثري عدد من مسؤلي تلكم المرحلة عشرات المواقف التي تدعو للشفقة وتبرهن علي عدم النضج والمهازل.والتندر علي المسؤولين من عامة الشعب وثق جل ذلك بمجموعات السوشيال ميديا و وسائل الإعلام سيما وقوعهم في دائرة الاستقطاب الايدلوجي الحاد ..فكانت السنوات الست منذ ثورة ديسمبر المجيدة وحتي الان اشبه بمرحلة(تسنين)ثوري ؟!.عاني المواطن من حماها وزكامها و وهنها وتقلب مزاجها ثم كانت الحرب بكل حمولاتها القاسية..والمعلوم بالضرورة في نهضة الأوطان تواثق الشعوب علي (المهنية وسلامة النيه)والالتزام بروح التعاون والتكامل فمهما اوتي المسؤول او الوزير من قدرات يعز عليه النجاح دون تكافل وتعاون الآخرين من عامة المواطنين ومن حوله من رفقاء العمل والمهنة..سيما نحن شعب تستبد به الشخصانية والنبوغ في اعاقة النجاح فقد عهدنا بعدد من مؤسسات الدوله مثلا .. شريحة السائقين او المحاسبين او الفنيين بأي مؤسسة ان اضمرت تآمرا ضد مسؤول او وزير مهما علا شأنه مهنة وقدرات..فالفشل حليفة. سيما في غياب القيادة الراشدة المتزنه.واستنداها علي قوانين صارمة …فالمسؤولية جماعية. والوزير لا يملك عصا سحرية فبعد دروس الحرب القاسية لا يحقرن مواطنا من شأنة فجميعنا شركاء في إنقاذ الوطن ورفعته ولنتذكر دائما ان الايدلوجيات الجزئية المتنافرة ليست مرجعيتنا الأم فقد ذقنا من مرارتها ما يكفي.. بل ..المرجعية الأجدر للالتزام بها .. ما توارثته الانسانية من قيم في بناء الأوطان(الانسان اولا والعلم والمهنية والأخلاق والالتزام بالقوانين ) ان التحدي الاكبر لحكومة رئيس الوزراء واختياراته الثلاث الاخيره وما يتبعها من اختيارات لاحقة هي.. التجربة العملية لهؤلاء العلماء حتي تكتشف قدراتهم الادارية والقيادية في تحقيق الانجاز للمواطن وليكن شعارهم كشعار حكومة الرئيس الراحل إبراهيم عبود (أحكموا علينا بأعمالنا ) وعمدة كل ما ذكرنا باستلهام روح التعاون والتكامل..والتجرد من حظوظ النفس والمحاصصات الحزبية ، وترجيح مصلحة الوطن اولا .وتجاوز مرارات الثأر الايدلوجي والسياسي الذي أدي لخراب الوطن. .قوله تعالي : (وتعاونوا علي البر والتقوى ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان )

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات