نأمل من وزارة الثقافة والإعلام إيحاد حلول لمشاكل الثقافة! وخصوصاً إصدار أرقام الإيداع والأرقام المعيارية الدولية للكتب.
تؤسس لتجمع ثقافي يجسّر بين ألوان الطيف الإبداعية “مؤلفين، فنانين، عازفين، تشكيليين… الخ”، وأيضاً بين الناشرين السودانيين والقارئ السوداني.
مدخل :
منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، قادني إلى الوقوف على هذا الصرح الثقافي الذي يقف على دفته شاب في مقتبل العمر، ادهشني التناسق الجميل لمقهى عندليب الثقافي الذي أسكنه الشاب زياد محمد مبارك، مسكن الثقافة والفكر والأدب، وجعل منه منارة سامقة غيرت المعيار العالمي والمفهوم المتعارف عليه، أن الخرطوم فقط تقرأ، على الرغم من بروز أقلام في سماء الأدب العالمي، وفي مقهى عندليب الثقافي في قلب مدينة فيصل بالقاهرة، وكما استوطن فيها الآلاف من السودانيين، وطن فيها زياد ورفيقه البراء الفكر والثقافي، ووسموا على أركانها أن الخرطوم تقرأ وتكتب وتنشر.
في لحظات باقية كان جلوسي لصاحب الفكرة الشاب الطموح المهندس زياد محمد مبارك، المهندس الكهربائي ، والناشر والكاتب، ومدير مقهي عندليب الثقافي بالقاهرة للوقوف على الدور الذي يقوم به المقهى في تعزيز قيم الثقافة والأدب، ومايعتريهم من مصاعب.
حاورته : واصله عباس
من أين نبعت فكرة إنشاء مقهي العندليب؟
مقهى عندليب هو امتداد لدار “منشورات عندليب للطباعة والنشر والتوزيع” ومقرها الرئيس في الخرطوم. وفي ظل الظروف الراهنة التي يمرّ بها السودان نتجت الحالة الطارئة التي أجبرت السودانيين على واقع الدياسبورا الحالي مما حتّم علينا في منشورات عندليب الخروج من المكاتب المغلقة للعمل في الفضاء المفتوح، لنجتاز جميعاً حالة الشتات التي نأمل ألّا تطول كثيراً.
ما هي الدلالات والدوافع والأهداف لإنشاء المقهى؟
لدينا رؤيتنا الخاصة بمنشورات عندليب، ولكن تبلورت رؤية إضافية في الفترة ما بعد الحرب السودانية وبالتأكيد تمثّل دلالات ودوافع وأهداف المرحلة؛ حيث لم تنطلق الدار لإعادة تأسيس مقر بديل لها في القاهرة بصورة تقليدية، وإنما رأت أن تؤسس لتجمع ثقافي يجسّر بين ألوان الطيف الإبداعية “مؤلفين، فنانين، عازفين، تشكيليين… الخ”، وأيضاً بين الناشرين السودانيين والقارئ السوداني.
في ظل الواقع السوداني المعاش بسبب الحرب والنزوح واللجوء لماذا لم تتجه إلى الاستثمار في أي استثمارات أخري ذات عائد مجزي؟
صناعة النشر هي ما يحتاجه الواقع الحالي لأنها رسالة وليست استثماراً مادياً بحتاً. كما أن الحرب نشبت ونحن نعمل في مجال الطباعة والنشر والتوزيع، فلا يوجد ما يستدعي ترك مجالنا الذي لا نسعى للاستمرار فيه وحسب؛ بل للتطوير وإحداث نقلة ملموسة ومشرّفة في صناعة النشر.
ما هي النتائج المتوقعة بعد هذا الجهد الكبير في المقهى؟
أعتقد أن الناشر السوداني لم يعد مؤسسة خاصة تهدف للاستثمار في مجال الطباعة والنشر. لقد أحدثت الحرب أضراراً لا يمكن حصرها بالإنتاج الثقافي، الأدبي والفكري، والعلمي… وعليه فالدور المناط بمؤسسات النشر السودانية المملوكة للأفراد تولِّي مسؤولية المكتبة الوطنية السودانية التي تعرضت للتدمير وتوقف نشاطها، وبالتالي تعطّل نشر الكتب والإيداع في السودان لفترة طويلة. وعليه فتجمُّع الناشرين السودانيين في مقهى عندليب الثقافي خطوة جيدة لإشهار وتوزيع الكتاب السوداني بالخارج. هذه النتيجة تكفي.
ما هي البرامج التي يعمل المقهى علي إنفاذها؟
الأنشطة الثقافية بالعموم، وبالأخصّ توزيع إصدارات الدور السودانية وغيرها من إصدارات دور النشر العربية. على سبيل المثال دعونا الناشرين للمشاركة بمعرض الدور السودانية للكتاب في المقهى في الفترة من 22 يونيو إلى 5 يوليو. وبمساهمة كريمة من الأستاذ صلاح النعمان مدير دار الكنداكة منسق المعرض اكتمل عقد الدور السودانية بالمعرض، إضافة للمشاركة الكريمة من دار “النخبة” المصرية، و”منشورات كلمات” العراقية. وضمن أصداء المعرض تواصلت معنا عدة دور عربية للتفاهم حول المشاركة في المعرض الدائم بالمقهى، وبإذن الله ترى هذه الشراكات النور قريباً.
أما في الأنشطة الثقافية يركز المقهى على دعم الشباب وأنشطتهم المستقلة، إذ يستقبل المقهى “منتدى الكتاب” الذي يدشن فعالياته دورياً كل عشر أيام باقتراح أعضاء المنتدى لكتاب وإضاءته بقراءات نقدية. ويستقبل فعالية “ضربة حُرَّة” الأسبوعية التي يعقدها مركز “علي الزين للثقافة والفنون” كل سبت. كما تُعقد بالمقهى الورش الكتابية والفنية، والورش الخاصة بالأطفال، وحفلات التوقيع، وتدشينات الإصدارات الحديثة… الخ.
هل وجدت تعاوناً مع الجهات السودانية ذات الصلة؟ وهل قمت بالتواصل معهم؟
ما هي الجهات السودانية ذات الصلة؟! توجد مسميات رسمية ولا توجد أي صلات. ولم أتواصل مع أي جهة باستثناء الناشرين السودانيين وبعض المراكز الثقافية السودانية.
ما هي الرؤية المستقبلية لهذا المقهى؟ وعلي أي أسس ستكون الرؤية؟
الرؤية المستقبلية تطمح لترسيخ التفاعل الثقافي السوداني بالخارج، أما الأسس بالأحرى تتلخّص في أساس واحد: التعاون بين الجميع، مؤسسات وأفراد.
هل هنالك معوقات واجهتكم في فترة الإنشاء؟ وكيف تغلبتم عليها؟
هناك معوقات، وبالطبع غير مرتبطة بفترة الإنشاء. بما أننا نعمل فالمعوقات إحدى جوانب العمل. وهي كثيرة جداً، فقط يكفي أننا نتغلب عليها ونمضي للأمام.
ما هي الرسائل التي تود إيصالها عبر هذا اللقاء؟
رسالة إلى وزارة الثقافة والإعلام لتهتم بدورها الطبيعي في إيحاد حلول لمشاكل الثقافة! وخصوصاً إصدار أرقام الإيداع والأرقام المعيارية الدولية للكتب؛ لأننا واصلنا نشاطنا في النشر بعد الحرب ونحن نودع الكتب السودانية بالمكتبات الوطنية بالدول الأخرى. وعلى المسؤولين في وزارة الثقافة والإعلام أن يعملوا على إيجاد حلول لمؤسسات النشر السودانية وللمؤلف السوداني، وهي إجراءات بسيطة لا توجد مبررات لإغفالها على الأطلاق.