الثلاثاء, يونيو 17, 2025

مسارات محفوظ عابدين. حمار في الدلالة

والحمار واحد من الحيوانات المظلوم (اعلاميا) وهو واحد من الحيونات المهضوم حقوقه( اجتماعيا) ،وسط (الناس) وليس وسط ( الحيوانات) وهو دائما ما يتخذ مثلا للسخرية من الاشخاص ويطلقون عليه السيء من الصفات وليس للحمار علاقة بها. ويبدو ان حكومة الولاية الشمالية قد زادت من هذا ( الظلم) الذي وقع على( الحمار) بهذا التصرف الذي أقدمت عليه.
فقد جاء في الأخبار ان احد محليات الولاية الشمالية قد عرضت (حمارا) للبيع في مزاد علني وفي سبيل ذلك اخرجت نشرة ووزعتها في الوسائط ليكون الاجراء اكثر (قانونية).
والحمار يبدو انه قضى الفترة القانونية في (الزريبة) التابعة للمحلية وهو مكان لإيداع الحيوانات (الهائمة) التي لايعرف لها صاحب توضع في هذه الزريبة حتى يأتي صاحبها ليتعرف عليها ويدفع المعلوم مقابل الخدمة التي قدمتها المحلية لهذا الحيوان( المفقود)
وغالبا ماتكون (زريبة) الحيوانات هذه قريبة من السوق أو قريبة من المزارع لأنه في بعض الاحيان (تعتلف) هذه الحيوانات من المزارع القريبة وتحدث ( تلفا) ويتضرر صاحب الزرع ويحملها الى تلك الزريبة ليتعرف على صاحبها ليدفع قيمة الضرر الذي لحق بالزرع ،مثل تلك القصة التي حدثت زمن سيدنا (داؤود) و(سليمان) في سورة الأنبياء (ففهمناها سليمان)
ويبدو ان (حمار) الولاية الشمالية هذا واحدا من ضحايا حرب( دلقو) على الدولة السودانية ،ولكن حكومة الولاية الشمالية رغم ان بها ادارة للثروة الحيوانية ومعظم مواطني الولاية من اهل (العلم) و(السياسة) لكن لم ينتبهوا الى ان هذا الحمار قد اكمل المدة القانونية في الزريبة ولم يظهر له صاحب وحسب
( القانون) يعرض في المزاد للبيع لتنتفع المحلية من ثمن هذا الحمار.
ولكن الحمار (المفقود) وهو فيما يبدو واحدا من (ضحايا) الحرب، لم يجد اصحابه الذين تأثروا بالحرب وتركوه دون اوراق (ثبوتية) وتعاملت حكومة محلية الولاية الشمالية مع هذا(الحيوان) تعامل عادي معاملة الحيوان (الهائم) رغم ان حكومة الولاية الشمالية تتعامل مع ( الناس) بقانون (الطواريء) و(حظر )التجوال و(التفتيش) و(التحقق) وبقية الاجراءات المتخذة التي فرضتها الحرب.
ولكن كان يجب على حكومة الشمالية ان تعتبر هذا( الحمار) واحدا من (ضحايا) الحرب وتوجه إدارة الثروة الحيوانية بان توليه اهتماما اكبر ويخصص له مكانا منفردا ليكون دليلا على (وحشية) المليشيا المتمردة على (الإنسان) و(الحيوان) على حد سواء. بدلا من ان تعرضه في مزاد علني للبيع بثمن بخس.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات