لعل أكبر ابتلاء تعرضت له البلاد والمجتمع هو الحرب المفروضة عليه جراء تمرد المليشيا وحربها الهوجاء منزوعة القيم الإنسانية.ويحمد لأغلب السودانيين رغم ما أصابهم وما حاق بهم ومسهم من ضر في الأنفس والثمرات وتهجير وإفقار ممنهج لكنهم اصطفوا إلى جانب الدولة والجيش وهما يخوضان معركة الكرامة.خلافا للفريق الآخر والذي رغم ضآلته إلا أنه تخندق إلى جانب العدو وظل يسوق المبررات الواهية ويتخفى وراء الشعارات الخداعة لضرب تحالف الكرامة لكن الواقع الأليم والسلوك المتخلف والمآسي والضحايا وكل مايشهد بجرم أولئك الأوباش يفضحهم.وهم من انحازوا ابتداءً داعمين للمليشيا في مواجهة الجيش والقوات النظامية ساعين مع الأجانب لتفكيكها وإعادة هيكلتها ضمن حلق ومخططات التآمر على البلاد.وهذا جزء من صحيفة اتهامهم وإدانتهم تحت طائلة الخيانة العظمى.
وبالرجوع إلى حلف الكرامة فإن المقاومة الشعبية في وادي حلفا تتأهب لتخريج مستنفري معسكر الكرامة “3” وهو من أكبر المعسكرات على مستوى السودان إذ ضم أكثر من أربعمائة وخمسين مستنفرا في تخريج يؤمه تشريفا الأخ والي الشمالية المكلف مؤخراً وقيادات المقاومة الشعبية.وبين يدي التخريج حق للمقاومة الشعبية أن تقدم كتابها وسفر إنجازاتها وهي تخرج مئات المستنفرين الذين انخرطوا في خطة تأمين المحلية مترامية الأطراف والأصقاع بامتداداتها شرقا وغرباً وصولاً إلى المثلث والحدود الليبية فضلاً عن الارتكازات الداخلية والطوافات الليلية.لقد تمددت المقاومة الشعبية من خلال رزنامة برامج الإسناد المدني فخلال هذا العام فقط أطلقت برامج للتعبئة ورفع الحس الأمني وإسناد المجهود الحربي وتعزيز الانتصارات التي تحققت من جبل موية وسنجة وسنار مروراً بالجزيرة والخرطوم وصولاً إلى الخوي ونيالا وفاشر السلطان وجنوبي كردفان.كما أطلقت حزمة برامج في شهر رمضان المبارك دعماً للمستنفرين والعائدين من جبهات الصمود ،واستهدفت اسر الشهداء والجرحى والمفقودين والمعلمين..إلى جانب برنامج الزيارات الذي شمل رموز المجتمع وقادته.فضلا عن البرامج التعبوية كمسابقة الكرامة الكبرى وبرامج الصباح المدرسية،وأطلقت كذلك حملة للتبرع بالدم،وبرامج لإصحاح البيئة، وإفطار الجرحى والختان الجماعي،والمشاركة في دورات الكرامة الرياضية،وإسناد مشروع العودة الطوعية وقوافل الدعم والإسناد الشبابية للقوات المسلحة وولاية الخرطوم.
إن كرنفال التخريج الذي شعاره “نحن عزك ياوطن” يجيء والوطن يتعافى من ويلات التمرد ويتهيأ لملاحم إعادة الإعمار وفي ذلك تأكيد لدور ورسالة المقاومة الشعبية تجاه الوطن بعدما تضع الحرب أوزارها. وهي سانحة لشكر كل منسوبي المقاومة الشعبية مدرسة الوطنية في محلية حلفا والشكر يمتد لشركائنا ممثلين في السلطات المحلية والقوات النظامية وللمواطنين وباسمهم جميعاً نشكر الأخ عابدين عوض الله الوالي السابق لاهتمامه بحلفا وأهلها وما تحريك ملف أراض الجمعيات إلا مؤشر على الانحياز والإنصاف ولو لم يفعل غيره لكفاه.كما نرحب بالأخ اللواء عبدالرحمن عبدالحميد الذي يبتدر ولايته وزياراته للمحليات بحلفا آملين أن تشكل فتحا وتنعكس آمنا ونماء واستقرارا لحلفا والشمالية والوطن العزيز.
فلق الصباح معسكر الكرامة.. نحن عزك يا وطن. بقلم / علي بتيك
