في لحظة فارقة من تاريخنا، تتكالب علينا المؤامرات من كل حدب وصوب، وتتكشف الأيادي الخفية التي ظنت أن السودان أرضٌ بلا رجال، وشعبٌ بلا إرادة، فدفعت بطائرات الموت المسيّرة، تُرسلها من خلف البحار، تستهدف المطارات والفنادق والموانئ والمستودعات لا لشيء سوى أن شعب السودان قال كلمته: لا لحكم المليشيات.. ولا لتدوير النفايات السياسية!
لكنهم أخطأوا التقدير. ظنوا أن القصف سيُخيفنا، وأن تدمير البنية سيُشتتنا، وأن الألم سيفصلنا عن جيشنا الباسل الذي يقدم الدم والروح كل يوم في سبيل الكرامة والسيادة. نسوا أن هذا الشعب قد وُلد من رحم المعاناة، وعاش على الحصار والحرمان، وخرج من كل المحن أصلب عوداً وأكثر وحدة.
إلى شعبنا العظيم:
إن ما يحدث اليوم ليس إلا مرحلة من مراحل معركة التحرير الشاملة. نعم، يدفع المواطن البسيط الثمن، لكنّها ضريبة الوطن الذي نريد أن نتركه نظيفًا من العملاء، طاهرًا من المليشيات، عزيزًا بين الأمم.
الانتصارات التي تحققت في الميدان لا تُرضي أعداء الداخل والخارج، ولهذا يحاولون قلب الطاولة، تارة بتشويه الصورة، وتارة بإشعال الحرب النفسية، وتارة بتخويف الناس. ولكن نقول لهم:
هيهات.. صامدون وصابرون ومتحدون.. وكلنا جيش.. ولغير الله لن نركع.
رسالتي لكل سوداني حر:
اصطفوا خلف جيشكم الوطني كما لم تفعلوا من قبل.
لا تنخدعوا بالدعوات الزائفة للمفاوضات التي تعيد عملاء الخارج إلى سدة الحكم.
واجهوا الشائعات بالحقيقة، والخوف بالعزيمة، واليأس بالأمل.
ساعدوا بعضكم البعض، وكونوا عونًا للمناطق المتضررة، ولا تتركوا فرصة للمتربصين.
إننا على موعد مع النصر، وستعود الخرطوم كما كانت، بل أجمل. وسيكتب التاريخ أن هذا الجيل من السودانيين وقف سداً منيعاً في وجه العملاء، وصنع فجر الوطن بدمائه وصبره ووحدته.
ختامًا:
لن تنكسر أمة قررت أن تنتصر.
ولن يُهزم جيش وراءه شعب مثل شعب السودان.