حدثني العصفور الاسمر من داخل البحير أن الضربات المتتالية التي أصابت اهدافها بدقة أربكت حسابات المليشيا التي إعتقدت وحسب تطمينات كفيلها أن نيالا حصينة لن يستطيع الجيش إختراق سمائها مهما فعل.
موجة من الهلع أصابت قلوبهم حتى الأجانب الذين كانوا في ضيافتهم لتشغيل منظومات التشويش والتدريب على المسيرات من بقى منهم حياً فر خارج نيالا وكذلك الحال أسر القادة وأسر الجنود تم سحبهم إلى خارج المدينة خوف ضربات الجيش المباغتة.
لا حد يدري بما أستهدف مطار نيالا فبعضهم يتحدث عن طيران بلا صوت وبعضهم يتحدث عن صواريخ طويلة المدى وبعضهم أنكر في بادي الأمر وارجع ذلك لإنفجار جسم غريب لحظة نظافة مواطن لداره بمكنسة تقليدية مما أدى إلى إندلاع حريق وبعضهم ذهب إلى أبعد من ذلك وفي أغرب رواية مثيرة للسخرية عندما قالوا جماعة من الجن الإيراني والمصري هي التي استهدفت مطار نيالا والمواقع الأخرى بدقة فوق طاقة البشر العادية.
حدثني العصفور الأسمر من داخل نيالا أن حملة اعتقالات واسعة شنتها المليشيا على المواطنين وعلى بعض جنودها من إثنيات غير اثنيات الرزيقات بدعاوى إنتمائهم للجيش أو أنهم عناصر استخبارات للجيش داخل الدعم السريع وأضاف اتوقع ان تتم مداهمة منزلنا كسائر المنازل وأن نعتقل كغيرنا نتيجة الخوف الذي تملك قلوب قادة المليشيا ، السلع الغذائية والمواد التومينية على ندرتها أصبحت غالية جدا ومعظم المحال تتبع لقادة المليشيا وبعد الضربة الخاطفة للمدينة أغلقت أبوابها.
ختمت محادثتي مع العصفور الأسمر بدعوات الحفظ له ولاهل نيالا وأن المدينة التي استباحت حسنها المليشيا وأحالت صباحها لظلام دامس ستشرق شمسها قريباً وتعانق فجر الحرية طليقة من قيود العبودية والإسترقاق…لنا عودة.