العنوان أعلاه أعنيه تماما .. لأننى أعلم كما يعلم غيرى ومن هم فى شاكلتى ليس هناك وسادة ناعمة فى هذا العالم مثل الضمير الصافى النقى .. كما ليس علينا اسعاد كل الناس ولكن علينا أن لانؤذى أحدا .. وعليك أن لا تخجل من طيبة قلبك وهذا ليس ضعفا بل قوة وهبها الله لك .. لكن وأسفاه ثم وأسفاه على هذا الضمير الميت الذى يحمل فى دواخله كذبا ونفاقا وقوة عين دون خجل ولا حتى حياء .
ربما يندهش كل منا عندما نجد ( الخلص) وأصحاب القلوب البيضاء قد اختفوا من الأنظار ولم يبق منهم إلا القليل كما نراهم فى كل الدروب .. لكن فى هذا الزمان المطحون بالآسى والدموع كثيرا ما اخلو إلى نفسى أسألها ترى أين ذهبت المحبة هل أصبحت مجرد عملة نادره ام أصبح الكل مشغولا باعبائه ومتطلباته فى الحياة .. أم لم يعد يفكر إلا فى مشاكلة الذاتية حتى تخلى عمن يشاركه أفراحه وأحزانه .
ثم أعود أسأل نفسى مرة أخرى لماذا تغيرت الأحوال ؟ هل هى ظروف الحياة الاقتصادية التى جعلت كل منهم متحملا تلك الهموم حتى سيطرت على كيانه وجعلته ينسى الإخوة والصداقة والمشاركة فى السراء والضراء .. ام ماذا ياترى ؟ احيانا اجد الرد على نفسى سهلا ميسرا واحيانا يتعثر على الرد واعجز عن التعبير عما يصادفه الإنسان ويكون الرد صعبا وأن الفعل به اصعب بكثير .
وبعد هذه الدوامة التى سيطرت على كيانى والتفكير المستمر اجد نفسى لابد أن أتذكر أهلنا الذين رحلوا من هذه الدنيا الفانية .. وحقيقة كنت أسعد بها عندما أحضر من بلاد المهجر يحتضنوك بالترحاب وكل منهم هاش باش .. لكن ما بالنا اليوم ! حقا فإن الماضى لا يعود مهما حاولنا نسيانه بل يظل عائشا لا تمحوه السنون ولا الأيام .. كانوا متحابين بعضهم بعضا .. قلوبهم واحده فإذا كان أحدهم فى محنة أو مرت عليه مشكلة من مشكلات الحياة حاول الآخرون مشاركته والوقوف بجواره وانتشاله من محنته .
أما الآن وفى ظل هذه الظروف أصبحت أرى وبمنظارى الخاص أن وجود تلك المحبة من الصعب جدا العثور عليها .. نعم واقولها بكل صراحة دون خجل ولا محاباة المحبة لدى البعض أصبحت غالية ومن الصعب جدا أن تتعرف على ما بداخل نفوس الغير وتغوص بداخلها .
أسف على هذا الزمان الذى خلا فيه الصديق الحق وانشغل فيه الأخ عن أخيه والابن عن إبنه .. لقد بحثت كثيرا للعثور على هذا الصديق الذى يهئ الوفاء الحق والصدق الدائم والنية الصادقة الحسنة واللجوء إليه وقت الحاجة فقط بمشاركته فى الرأى السليم والتخفيف عما بالنفس واسداء النصح والإرشاد .. ولا أنكر هناك القليل من اعتز وافتخر بصداقتهم وخوتهم وحقيقة كما يقال (صديقى من يرد الشر عنى ويرمى بالعداوة من رمانى) وكفى .