الأحد, أغسطس 3, 2025
الرئيسيةمقالاتفلق الصباح... ...

فلق الصباح… علي بتيك. المقاومة الشعبية واليوم التالي للحرب


قبل أيام عقدت لجنة الاستنفار والمقاومة الشعبية المركزية في حاضرة الشمالية دنقلا ورشة علمية بعنوان “الرؤية المستقبلية للمقاومة الشعبية”.يحمد للمقاومة ابتدارتها لصياغة رؤيتها بعدما تضع الحرب أوزارها وفي ذلك خير لها وللدولة المنهمكة في معركة الكرامة.
ومن نافلة القول التذكير بأن المقاومة الشعبية حسب مرسوم التأسيس منوط بها العمل في حالتي الحرب والسلم.فإذا كانت المقاومة قد نجحت في التعبئة باصطفاف غالبية الشعب السوداني دعماً للقوات المسلحة وتثبيتا للدولة وماتحقق من تحول في ميزان القوة وانتصارات متتالية من جبل موية وإلى القصر الجمهوري والزحف نحو الفاشر مؤشرات لذلك.
الورقة ركزت على محاور متعددة منها الأمني،الاقتصادي،الاجتماعي وإفرازات الحرب وتعزيز السلام وثقافته..إلخ والمقاومة عندما تخاطب المستقبل فهي إنما تتتلمس خطاها وادوارها لذلك عليها ألا تغفل محور الأزمة الذي قاد البلاد إلى الحرب و”الفوضى الخلاقة” التي كانت سائدة مع ضعف الدولة وذهاب هيبتها لدرجة استهداف القوات النظامية والسعي لحلها تحت دعاوى إعادة الهيكلة وتغيير عقيدتها وفصل منسوبيها وحل جهاز العمليات..إلى باقي مطلوبات تدمير الدولة وتشظيها.علبه فإن التحدي الأمني سيظل قائماً من خلال وجود الحركات المسلحة وبقايا التمرد والخلايا النائمة.أيضا هناك اتفاقيات معيبة تنتظر إعادة النظر كاتفاقية جوبا وهناك أخرى تستوجب محاسبة من وقعوها كالإطاري الذي رهن البلاد لإرادة الخارج ومكن للمليشيا ودفعها للتمرد ووفر لها الغطاء السياسي.ايضا لابد من انتشال الفترة الانتقالية من وهدتها بإعداد برنامج واضح المعالم تتكامل فيه الأدوار بين الرئاسة “العسكرية” والجهاز التنفيذي أي حكومة برنامج ذات كفاءة ولأجل معلوم دون إغفال الضلع الثالث ممثلا في الإرادة الشعبية اي المجلس التشريعي.
بالطبع المقاومة تستطيع أن تلعب أدواراً مهمة إسنادا للدولة بدءاً من ملاحم إعادة الإعمار وتقديم مبادرات لرتق النسيج الاجتماعي وتحرير الإدارة الأهلية المخطوفة وتمكينها لتضطلع بمهامها بعيداً عن الانكفاء القبلي والاستقطاب السياسي والسعي لتوحيد الجبهة الوطنية وحشد الإرادة الشعبية وتعبئتها دعماً لفترة الانتقال من أجل عبور آمن يحفظ وحدة البلاد ويعمل لاستقرارها ويؤسس لانطلاقتها ونهضتها.
إن التحديق في المستقبل أمر مهم حتى لا تتكرر الأخطاء وتتقهقر الدولة إلى مربع الأزمة وورشة المقاومة الشعبية أتت في هذا السياق وسط انشغالات الآخرين من رسميين وشعبيين بمعركة الكرامة الهادفة لدحر التمرد وتحرير البلاد من ربقتهم وشرورهم وهو ضرب من التفكير المتقدم غير التقليدي الغارق في الراهن وتفاصيله اليومية.والمقاومة عندما تفعل ذلك فهي إنما تتحسس خطواتها المستقبلية وتهيء نفسها لأدوار أخرى تتطلب تمكينا وتكييفا قانونياً وهيكلة وكلما يعينها لتضطلع برسالتها على الوجه الذي يرضيها ويخدم الدولة واستقراها.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات