الشكوى تركز على انتهاكات الإمارات وتواطؤها في جرائم إبادة جماعية..
حشد السودان براهين وأدلة تدمغ ضلوع الإمارات في الحرب عليه..
رعب وقلق في أوساط ” عيال زايد” منذ إعلان المحكمة موعد النظر في الشكوى..
السودان أمام فرصة تأريخية لإدانة الإمارات وفضحها قانونياً..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
تنظر محكمة العدل الدولية يوم غدٍ الخميس العاشر من أبريل 2025م في حيثيات الشكوى المقدمة من الحكومة السودانية ضد دولة الإمارات والمتعلقة بتوجيه اتهامات لها بالتواطؤ في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتصفية العرقية ضد قبيلة “المساليت” بولاية غرب دارفور، وذلك من خلال تقديم الإسناد العسكري والمالي والسياسي لميليشيا الدعم السريع التي تمردت على الجيش السوداني بإشعال فتيل الحرب في الخامس عشر من أبريل 2023م، الجدير بالذكر أن القضايا المنظور فيها أمام محكمة العدل الدولية، تستغرق سنوات للوصول إلى نتيجة نهائية، لكن ذلك لا يمنع الدول من طلب إصدار تدابير طارئة تهدف إلى التأكد من عدم تصعيد النزاع بينهما بالتزامن مع النظر في القضية.
حيثيات الشكوى:
ويتعلق الطلب الذي دفعت به الحكومة السودانية إلى منضدة محكمة العدل الدولية في لاهاي بعدة انتهاكات وجرائم ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع المتمردة، والميليشيات المرتبطة بها خلال حربها التي تدخل عامها الثالث، حيث تضمن الطلب جرائم الإبادة الجماعية، القتل، السرقة، الاغتصاب، التهجير القسري، التعدي، وتخريب الممتلكات العامة، تدمير البنية التحتية، وانتهاك حقوق الإنسان، وقد تمت كل هذه الجرائم والانتهاكات بفعل الدعم المباشر الذي ظلت تقدمه دولة الإمارات لحليفتها ميليشيا الدعم السريع، والميليشيات المسلحة المتحالفة معها، وتستند الحكومة السودانية في شكواها التي تقدمت بها إلى محكمة العدل الدولية إلى المادة 36، الفقرة 1، من النظام الأساسي للمحكمة، والمادة التاسعة من اتفاقية الإبادة الجماعية، والتي تُعد السودان والإمارات طرفين فيها، وتضمنت شكوى الحكومة السودانية، طلباً آخر متعلق باتخاذ تدابير مؤقتة، بموجب المادة 41 من النظام الأساسي للمحكمة والمواد 73 إلى 75 من قواعد المحكمة.
رفض إماراتي:
واستبقت دولة الإمارات انعقاد جلسة اليوم برفض الشكوى والتنديد بها واعتبرتها حيلة دعائية خبيثة ولعبة سياسية تحاول من خلالها الحكومة السودانية جرِّ ” صديق” عزيز للسودان وأفريقيا إلى الصراع الذي أججته بنفسها، وانتقد مستشار الرئيس الإماراتي أنور قرقاش، الحكومة السودانية لتقديمها شكوى ضد بلاده لدى محكمة العدل الدولية، معتبراً الخطوة محاولة لجرِّ بلاده إلى الصراع، مبيناً أن شكوى السودان تأتي بعد خطوة مماثلة أمام مجلس الأمن الدولي بنيت بالمثل على افتراءات وأكاذيب وخرافات، مؤكداً أن الإمارات تربطها علاقات وثيقة بالسودان لأكثر من 5 عقود، وأن البلدين تجمعهما روابط تجارية وثقافية وصداقة عميقة.
قلق ورعب:
وكانت تقارير صحفية قد كشفت عن حالة من القلق تضرب فرائص حكومة أبي ظبي جراء شكوى السودان، وازداد الطين بلة عندما أعلنت محكمة العدل الدولية عن موعد النظر في الشكوى، ليُلقي ذلك الإعلان الرعب في قلوب ” عيال زايد” الذين يخشون من تسجيل فضيحة مدوية تمس التأريخ الحديث لدولة الشر المعروفة بسجلها الأسود الموسوم بالضلوع في الكثير من مخططات التآمر والتدخل السافر في شؤون الدول، حيث تبدو فرص السودان كبيرة في دمغ الإمارات وإدانتها في بلاط محكمة العدل الدولية ارتكازاً على الأدلة والبراهين التي تكتنز بها حيثيات الشكوى المدفوعة من قبل الحكومة السودانية إلى منضدة محكمة العدل في لاهاي.
خلايا دفاعية:
وسارعت حكومة أبي ظبي إلى تشكيل خلايا قانونية وإعلامية معنية بالتصدي لشكوى السودان داخل محكمة العدل الدولية، حيث حشد ” عيال زايد” نخبة من أميز المحامين والمستشارين القانونيين من مختلف دول العالم لمجابهة هذه القضية التي تحمل بين طياتها أبعاداً سياسية ودبلوماسية وإعلامية بجانب أبعادها القانونية، ويتوقع مراقبون أن تجنح دولة الإمارات إلى الاستثمار في نفوذها المالي، وتحاول شراء الذمم والاستعانة بخبراء غربيين مأجورين للظهور في الإعلام الغربي، وتسعى خطة الإمارات إلى تفنيد شكوى السودان وإعمال زخم كثيف من الشكوك حول الأدلة والبراهين التي دفعت بها الحكومة السودانية على منضدة محكمة العدل الدولية.
وثائق ومستندات دامغة:
وكان السودان قد أبرز في شكواه ضد الإمارات العديد من الوثائق والمستندات الدالة على استمرار تدفق الدعم الإماراتي لميليشيا عبر تشاد وجنوب ليبيا ومناطق أخرى، مشدداً على أن هجمات ميليشيا الدعم السريع المتمردة تزيد من الانتهاكات بحق المدنيين ومن أعداد النازحين، وتضمنت الشكوى سرداً للأحداث من بداية تنفيذ الميليشيا المتمردة هجومها على أهداف سيادية واستراتيجية في العاصمة الخرطوم منذ يوم 15 إبريل 2023م، حيث لعبت الإمارات دوراً رئيساً في إشعال فتيل الحرب عبر حليفها الداخلي ميليشيا الدعم السريع ما أدى إلى مقتل وإصابة آلاف المدنيين الأبرياء ونزوح وتهجير الملايين من السكان وتعريض الملايين إلى التأثر غير المسبوق بالفجوة الغذائية وانعدام الرعاية الصحية ونقصان الأدوية وتصاعد الشقاء والمعاناة المهولة ووقف عجلة الإنتاج وانهيار الاقتصاد وانتهاكات حقوق الإنسان وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم ترقى للإبادة الجماعية.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فإن الإمارات موعودةٌ غداً الخميس بالجلوس على سطح صفيح ساخن، وهي تمثُل ذليلةً منكسرة داخل قفص الاتهام في محكمة العدل الدولية في لاهاي، ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رؤوسهم، يواجهون مصيرهم المحتوم ولسان حالهم يقول: “ليتنا لم نتجرأ ونقامر ونستهدف السودان”، فقد كانت هذه الحرب ورغم ما أفرزته من مرارات وضحايا وتدمير، بمثابة ملحمة تأريخية لتماسك الشعب السوداني واصطفافه حول قواته المسلحة، ليؤكد للجميع أن السودان ” ألمي حار ما لعب قعونج”.