بفضل الله و حوله استطاعت القوات المسلحة وبعزيمة الرجال وتضحيات الشجعان وبكل قوة وعنوة واقتدار من تحرير رمز سيادة الدولة السودانية من دنس مليشيا آل دقلو الإرهابية، فتحرير القصر من قبضة الأوباش لم يكن فقط نصراً عسكرياً بل تجسيداً حياً للسيادة الوطنية لانه يشكل تاريخ زاخر بالبطولات والملاحم الوطنية، لأن القصر الجمهوري، رمز عزتنا وسيادتنا ووحدتنا، وهو مكان رمزي من عبق تاريخ الوطن الحبيب ورمزا خالدا لنيل الإستقلال يرفرف فيه العلم عاليا خفقا.
معركة تحرير القصر الجمهوري لم تكن سهل المنال، بل جاءت اثر تضحيات جسام وآلام عظام دفع ثمنها وتحملها القوات المسلحة الدرع والسيف لكل خائن وعميل بصبرٍ و احتسابٍ و عزيمة لا تلين ولا تعرف الكل ولا الملل، لقد جسدت حرب الكرامة العبر والعظات والدروس، عبرها نستلهم القوة والإرادة والتصميم على بناء مستقبل أفضل.
فلنستشرف من معركة الكرامة مستقبل جديد، قوامه جيش واحد شعب واحد لتأسيس وطن يسعنا أجمعين نصنع مستقبله بأنفسنا لنا ولأجيالنا القادمة
ﻗﻮﻝ ﻟﻠﺪﺍﻳﺮ ﺷﺒﺮ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻧﺎ
ﺍﻟﻤﻮﺕ بنفسه ﺇﻥ ﺟﺎﺀ ﻭﻗﺎﺻﺪﻧﺎ
خيبة ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺷﺮﺩﻧﺎ
ﻧﻤﻮﺕ ﻭﻳﻤﻮﺕ بوﺭﺍﻧﺎ ﻭﻟـﺪﻧﺎ
ﻭﺑﺮﺿﻮ ﻧﺴﺎﺀﻧﺎ بقاﺗﻠﻮﺍ ﺑﺪﻟﻨﺎ
أن تحرير القصر الجمهوري السوداني يمثل لحظة فارقة في تاريخ معركة الكرامة، لأن القصر يعتبر رمزاً للسيادة الوطن ومقراً للحكم فيه منذ الإستقلال حيث استطاعت القوات المسلحة والقوات المساندة لها من فرض السيطرة على وسط الخرطوم بالكامل، بما في ذلك مقرات الوزارات والبنوك والشركات، وهذا الإنتصار العظيم أدى إلى تراجع مليشيا آل دقلو الإرهابية نحو التحصن بالمباني العالية وبإعتماده على القناصة لإعاقة تقدم القوات المسلحة ولكن سوف يتم التعامل معها وفق الخطط العسكرية للقضاء علىهم بفرض حصار على هذه المليشيا.
مما لا شك فيه أن لهذا الانتصار تأثيرات عسكرية وسياسية ودبلوماسية تغير من مشهد موازين القوى على الأرض.