الأربعاء, أغسطس 6, 2025

“أنفال”. بقلم:بدرالدين عبدالرحمن “ودإبراهيم”. مآلات الصراع السياسي والتدخل الخارجي في جنوب السودان

.

الصراع السياسي المحتدم والإنفلات الأمني في “جنوب السودان”،سيكون له الكثير من الإرتدادات متعددة الجوانب على “السودان”،سيما وأنه صراع مصنوع ومخطط له من قبل “إمارات الشر” التى تريد وتسعي بكل ماتملك من قوة لكسر العنق السوداني القوي، من خلال مساعيها الرامية للتحكم في إدارة دفة حكومات دول الجوار في “جنوب السودان وتشاد وأفريقيا الوسطي”وغيرهم.
الصراع السلطوي في “جنوب السودان”-ذو النزعة القبلية- لايعبر عن تنازع داخلى لأجل السيطرة على الحكم،بقدر ماأنه يعبر عن مخطط “وظيفي إماراتي” يهدف لإطالة أمد الحرب،ولإيجاد خيارات يكون من شأنها زعزعة الأمن والإستقرار في السودان،حتي تستمر عملية نهب الثروات بمساعدة مليشيا “آل دقلو”،التى أضحت “مخلب قط” متسخ بالسموم والقاذورات.
مايجري في “جنوب السودان” هو إستمرار للتدخل “الإماراتي” السافر والمريب فى المنطقة،مايعني المزيد من التصعيد ضد “السودان” وإن إختلف شكل الخطة وجوهر الفكرة المراد منها في خاتمة المطاف إبتلاع الدولة السودانية وجيشها.
سترتكب حكومة “سلفاكير” خطأ جسيما،إن ظنت أنها بوضع يدها مع “الإمارات” ستكون فى مأمن،حتى لايمسها مكمن الشر والضر،لذا فإن الحكمة والحنكة هنا تقتضي أن تقدم حكومة “جنوب السودان” مصلحة الأمن القومي المشترك مع السودان،وأن تعمل على تغليب المصالح المشتركة والمتداخلة بعيدا عن التدخلات “الإماراتية” المقيتة،التى لن تجني من ورائها إلا البوار والخراب والتشظي الذي ظهرت بوادره قبل أيام.
سيدفع “سلفاكير”الثمن غاليا إن إستمر فى رهن قراره وإرادته “للإمارات”،التى تسعي فقط للهدم والتفتيت والإضعاف،وسيصاب “السودان” بأضرار كثيرة نتيجة القراءة الخاطئة “لسلفاكير” وأركانه لمجريات الأمور على الصعد كآفة.
أبرز تلك الأضرار هو دخول المواطن “الجنوب سوداني” للمدن الحدودية مع “السودان”،ممايشكل عبئا وضغطا على حكومات الولايات التى تعاني في الأصل من مشكلات معقدة بسبب حرب الجنجويد.
وسيكون المواطن الجنوب سوداني مواجها برفض واضح،كونه حمل السلاح مع مليشيا “آل دقلو”،وفعل مافعل من جرائم يندي لها الجبين لن ينساها المواطن السوداني مابقيت الحياة.
صحيح أن مشاركة مواطن “جنوب السودان” فى حرب “آل دقلو” لاتمثل كل شعب الجنوب،لكن الحقيقة أن الذين شاركوا “أكثرية” لايستهان بها،والمؤلم أنهم غدروا بالمواطن السوداني الذي فتح لهم أبواب الخير دون من ولاأذي.والأكثر ألما أن حكومة الجنوب لم تتخذ موقفا صارما وقويا تجاه هذه القضية الحساسة.
من الإرتدادات التى يمكن أن تصيب “السودان” أيضا،هو إستخدام منطقة “أبيي” الغنية بالنفط كورقة ضغط سياسي،أو إستخدامها كمنطقة لإثارة القلاقل والفتن،من خلال ضرب مكونات “الدينكا والمسيرية”،هذا فضلا عن التلاعب بعصا وجذرة النفط التى ستكون محلا لمحاولة كسر العظم.
لأجل ذلك ولغيره -والذي لايسع المجال لذكره- فإنه يتعين على الحكومة “السودانية”التعامل مع مايجري فى “جنوب السودان” ودول الجوار الأخري،بأنه مخطط “إماراتي” واضح المعالم يهدف لعدم إنهاء الحرب،ويهدف لجعل الدولة السودانية فى حالة من عدم الاستقرار.
واهم من ظن أن حرب “آل دقلو” -غطاء الآمارات- ستنتهي بالسيطرة على الخرطوم أو حتى دارفور،لن تقف “الإمارات” مكتوفة الأيدي، وستقوم بتجريب كل المداخل والخطط التى تؤدي لهدم “السودان” حتى يسهل إبتلاعه.
لذا فإن على الجميع أن يكون يقظا،وعلى الرماة أن لايبرحوا الجبل مهما حدث، لأن العدو سيظل متربصا بنا مادامت “الإمارات” دولة وظيفية بغيضة!.
اللهم أحفظ السودان من الفتن،ماظهر منها ومابطن.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات