لماذا الآن؟ وبهذا التوقيت تحديدًا يطالب الجميع بالجلوس والمساومة؟!
كيف تُطرح ملامح التفاوض والمزايدة على أرضنا، ليجعلوها وصمة عار في تاريخ شعبنا؟!
كيف يُهجَّر شعب الله المختار، فلسطين، تحت ضغط العقوبات، ويُجعل الإشراف منا خونةً للوطن؟!
كيف يكون القتل عشوائيًّا، والمناطق الآمنة مقابر للأحياء؟! (أمدرمان -…)
كثرت الأسئلة، وأصبحنا نركض خلف وهم الإجابة، بينما كل الأجوبة هنا…
معركتنا اليوم مباركة من رب السماء، وما يجري الآن ليس إلا بدايةً للنهاية، بدايةً لنصرٍ جبار، لوحدة شعبٍ لن ينهزم مهما كان.
نحن الآن نشهد تطهيرًا داخليًا لكل مكونات الشعب السوداني، حيث انكشف القناع عن الخونة، والمتعاونين، وأصحاب المصالح، بل حتى بعض القيادات البارزة أصبحت تحت المجهر.
ولا ننسى الحصار المفروض على اللاجئين في الخارج، حيث يُستهان بهم، ويُقدَّمون كقرابين في العلن، بينما تُسحقهم الظروف القاسية في الخفاء.
حتى أدركنا كيف يُصنَّف وطنك حين يُهان ويُستباح.
أيها المواطن السوداني، اعلم جيدًا أن هذه الأرض لا تسعك إن ضعفت، وأن القصور التي تُبنى في الوهم لن تحميك!
الوطن الضائع لا يُعوَّض، ولا أمل في الحياة إن لم يكن الوطن حاضرًا في القلوب.
فلا أجمل من الوطن الحبيب…
لا تنسوا ما كنا نردد كل صباح:
“هذه الأرض لنا… فليعش سوداننا عَلَمًا بين الأمم… يا بني السودان هذا رمزكم… يحمل العبءَ ويحمي أرضكم…”
ادعموا الجيش الوطني، قواتكم المسلحة، لنمضي معًا إلى الأمام.
يجب أن ننبذ خطابات الكراهية والعنصرية التي زُرعت فينا، كالوحش الذي يلتهم الروح من الداخل ويغسل العقول.
لنسامح، ولنجعل العطاء سبيلنا، ولنتكاتف جماعاتٍ لا أفرادًا، نبني ونعمر أرض العزة والكرامة، لأن مستقبل الأجيال يُنتهك!
لنجدد لهم الأمل… فهم أجيال المستقبل.
في وجود الحرية، التي ليست مجرد كلمات، بل روحٌ تحررت من الأحقاد والظلام،
وفي ظل السلام، الذي لا ينبغي أن يكون مجرد شعار، بل حبًّا يجمعنا ووطنًا يضمنا،
وفي كنف العدالة، التي لا تقتصر على ميثاق يُكتب، بل هي كرامة لكل إنسان وحقٌّ يرى النور، ليعيد ثقته بعدالة الكون،
سنكون كما يجب أن نكون، وكما أراد الله لهذا الوطن أن يكون.
مهما تراكمت الأزمات، سيظل السودان معطاءً كريمًا، شامخًا كشموخ أهله، كريمًا كماء نيله، وعطوفًا كترابه، يجود بالخير والعطاء.
عاش الوطن حرًا _ لنا
عاش أهل السودان _ أحرارًا
عاشت القوات المسلحة وجيش الوطن موحدٌ ومتوشحٌ ترابه على الصدور.
عاشت القوات المشتركة وأبناؤها البواسل، أسود الصحراء.
عاش كل وطنيٌ_حرٌ يغار على تراب الوطن العزيز، حرًّا، عزيزَ النفس، مصونًا.
ولنا النصر بإذن الله…
سلامٌ وأمانٌ، فالعدل ميزان