استمرت في ارتكاب جرائمها الإنسانية ضد المدنيين في دارفور..
الميليشيا في محلية دار السلام،، مجازر وإبادة جماعية..
قتلت العشرات في اجتياح جديد لأكثر من 52 قرية في شمال دارفور..
عمليات اغتصاب، ونهب وسلب وتهجير قسري لقرى بمحلية دار السلام..
استهداف مقصود للخدمات، وحرق الأسواق، وتدمير منازل المواطنين..
حركة جيش تحرير السودان تدين الانتهاكات وتصفها بحرب إبادة جماعية..
استياء وسط المواطنين جراء الصمت الدولي المريب والغريب..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو.
تعرضت عشرات القرى التابعة لمحلية دار السلام بولاية شمال دارفور إلى مذبحة دموية مروعة من قبل ميليشيا الدعم السريع، راح ضحيتها العشرات من المدنيين بينهم أطفال ونساء ومرضى من العجزة والمسنين، وأجبرت ضعفهم على التهجير والنزوح القسري شمالاً إلى تخوم مدينة الفاشر حيث يوجد مخيم زمزم للنازحين، ويأتي الهجوم ضمن سلسلة الهجمات التي ظلت تنتهجها الميليشيا المتمردة على القرى المجاورة لمدينة الفاشر وعلى مخيمات النازحين بما فيها مخيم زمزم للنازحين الذي يضم أكثر من 500 ألف نازح، بعد فشلها في اجتياح المدينة التي تعرضت لأكثر من 180 هجوماً خلال عام ونصف العام، وقد فاقمت هذه الهجمات المتكررة من معاناة سكان القرى الذين يعيشون ظروفاً إنسانية قاسية، يعجزون خلالها من الحصول على ما يكفي حاتهم من الغذاء والمياه والدواء، مما يزيد من معاناتهم اليومية المستمرة منذ اندلاع الحرب في إقليم دارفور في العام 2003م.
جرائم مروعة:
وبحسب بيان صادر عن حركة جيش تحرير السودان تلقت الكرامة نسخة منه، أن الهجوم بدأ يوم السبت على سوق منطقة قريودبشم التابع لمحلية دار السلام حيث تم الاعتداء على مدرسة أساس أنشئت في ثمانينات القرن الماضي، وشمل الهجوم دوانكي المياه، والسوق الرئيس للمنطقة التي تحيط بها عدد من القرى، مثل دار النعيم، كشونج، وقرى (بينت 1) و(بينت 2) سنانة، ريدة، كمبا، حلة أمرودوم، حلة عبدالله مصطفى، خزان أروكا، و عدد كبير من القرى المجاورة، ونوه البيان إلى قيام ميليشيا الدعم السريع بحرق عدد من القرى، وقتل الرعاة، ونهب كميات كبيرة من المواشي والأبقار والإبل، بالإضافة إلى مولدات الكهرباء، وأجهزة الطاقة الشمسية، ونهب السوق بكامله، والاستيلاء على أجهزة اتصالات الإنترنت ( الإستار لينك)، ووابورات المياه، ودفن آبار المياه، وإشعال النيران في ما تبقى من السوق، كما قاموا باغتصاب عدد من النساء وقتل بعضهن.
قلق وتحذير:
وقال مراسل قناة الحُرّة الأمريكية عن شهود عيان في المنطقة إن الهجمات نفذتها قوات الدعم السريع التي اجتاحت نحو اثنتين وخمسين قرية بعشرات السيارات المدججة بالجنود والأسلحة الثقيلة والخفيفة، مبيناً أن القوات المهاجمة جاءت من اتجاه مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور، وتوجهت نحو القرى الواقعة شمالي محلية دار السلام، منوهاً إلى أن القوات المهاجمة مارست ترويعاً عنيفاً ضد السكان وتقتيلهم ونهب ممتلكاتهم، يأتي ذلك في وقت أعربت فيه منظمات مدنية وأهلية في شمال دارفور عن قلقها ومخاوفها من خطورة الهجمات التي تنفذها ميليشيا الدعم السريع على القرى، وحذرت هذه المنظمات من تأثيرات استمرار هجمات ميليشيا الدعم السريع على الأوضاع الإنسانية المتردية، معتبرة الجرائم التي ترتكبها الميليشيا المتمردة في حق المدنيين جرائم حرب مكتملة الأركان، وشددت على ضرورة تدخل الأمم المتحدة ومنظماتها الحقوقية والإنسانية من أجل رفع الضرر عن المدنيين، ومساعدتهم بإيصال الإغاثات للمهجَّرين من سكان تلك القرى.
شجب وإدانة:
ودان المتحدث الرسمي باسم حركة جيش تحرير السودان، الأستاذ الصادق علي النور الهجمات التي نفذتها ميليشيا الدعم السريع في حق المدنيين الأبرياء والعزل بقرى محلية دار السلام بولاية شمال دارفور، وقال الصادق في إفادته للكرامة إن هذه الجرائم المروعة تضاف إلى السجل الدموي والإجرامي لميليشيا آل دقلو الإرهابية التي قال إنها تمارس حرب الإبادة الجماعية في حق المواطنين بعد أن فشلت كل محاولاتها في إسقاط مدين الفاشر التي تصرُّ بعض المحاور الإقليمية والدولية على ضرورة الاستيلاء عليها لتكون عاصمة لحكومتهم المزعومة، مؤكداً أن القوات المسلحة والقوة المشتركة والقوات المساندة لها ستظل بالمرصاد لهذه الميليشيا، التي تتلقى في كل يوم هزيمة جديدة تحاول التنفيس عنها بهجماتها الحقودة ضد المدنيين والأبرياء، ودعا المتحدث الرسمي باسم حركة جيش تحرير السودان، الأمم المتحدة إلى ضرورة الاضطلاع بدورها في تجريم هذه الميليشيا المتمردة تصنيفها جماعة إرهابية، مؤكداً أن هذه الجرائم ستجد الردع الحاسم من قبل القوات المسلحة والقوة المشتركة والقوات المساندة لها، وأن دارفور ستكون قريباً جداً نظيفة من دنس الميليشيا الإرهابية.
خاتمة مهمة:
وبعدُ.. فمن الواضح أن ميليشيا الدعم السريع لن ترعوي في ارتكاب المزيد من الجرائم المروعة والانتهاكات الوحشية في حق المدنيين الذين تتزايد داخلهم مشاعر الهلع والخوف جراء استمرار هذه الانتهاكات التي تُقابل بصمت دولي غريب ومريب يعطي ضوءاً أخضراً لهذه الميليشيا لتمضي قدماً في ارتكاب جرائمها ضد المواطنين الأبرياء والعزل، وهو أمر يضع عل عاتق القوات المسلحة والقوة المشتركة والقوات المساندة لها مسؤولية كبيرة بضرورة الإسراع في القضاء على هذه الميليشيا المتمردة التي تمارس جرائمها دون وازع ديني أو أخلاقي ودون خوف أو قلق من عقوبات تطالها من المجتمع الدولي، ومن أمن العقاب، أساء الأدب، واستمر في ارتكاب جرائمه المريعة وانتهاكاته الفظيعة.