اجتمع أعوان ميليشيا الدعم السريع في كينيا مع بعض القوى السياسية السودانية في خطوة تعكس حجم التآمر على السودان، وفي محاولة يائسة لإعلان حكومة موازية، بحثًا عن شرعية زائفة لا يمنحها إلا الشعب. هذه الخطوة، التي تكشف بوضوح خيوط المؤامرة ضد السودان، ليست سوى جهد عبثي لاستبدال إرادة السودانيين بمخططات خارجية، تسعى لإغراق البلاد في الفوضى وتقسيمها لصالح مشاريع استعمارية جديدة.
لكن، كما تكشف المؤامراتُ أصحابها، فإن هذا الاجتماع يمثل في المقابل فرصة للسودانيين الوطنيين لتوحيد الصف، وإسقاط هذه التحركات البائسة، وبناء سودان جديد قوي وشامخ، لا مكان فيه للخونة والعملاء.
إن إعلان حكومة موازية من كينيا، برعاية ميليشيا قتلت وشرّدت آلاف السودانيين، ليس سوى محاولة بائسة لإضفاء شرعية على مشروع باطل. فالشرعية تُستمد من الشعب، لا من غرف الاجتماعات المغلقة، ولا من عواصم أجنبية تتآمر على السودان في الخفاء.
كيف لمن ارتضى الجلوس مع القتلة والمجرمين، وتواطأ مع ميليشيات تحرق القرى وتغتصب النساء، أن يدّعي تمثيل السودانيين؟ كيف لمن حمل أجندات خارجية ضد وطنه أن يزعم أنه يبحث عن حل سياسي؟ الحقيقة التي لا يمكن طمسها هي أن هذه “الحكومة الموازية” ليست إلا قناعًا يخفي مشروعًا لتقسيم السودان، وإدامة الحرب، وتحويل البلاد إلى ساحة للفوضى والصراعات التي لا تنتهي.
لكن الشعب السوداني ليس غافلًا. لقد أدرك، بعد شهور من الصمود، أن معركته ليست فقط ضد ميليشيا مسلحة، بل ضد منظومة كاملة من العملاء والخونة، الذين يحاولون بيع السودان في سوق المصالح الدولية.
إذا كان اجتماع كينيا قد كشف عن المتآمرين، فقد منح الوطنيين فرصة ذهبية لتوحيد الصف ودحض هذا المشروع الخبيث. لقد حان الوقت لأن يدرك الجميع أن المعركة لم تعد بين عسكري ومدني، أو بين تيارات سياسية مختلفة، بل بين مشروع وطني يحافظ على سيادة السودان، ومخطط استعماري جديد يسعى لتحويله إلى دويلات ضعيفة متناحرة.
إن مسؤولية القوى الوطنية اليوم أكبر من أي وقت مضى. لا مجال للخلافات الصغيرة، ولا وقت للمزايدات. فالسودان يمر بلحظة فارقة، والتاريخ لن يرحم من يتخاذل عن الدفاع عنه. إن التصدي لهذا المخطط لا يكون بالشجب والإدانة فقط، بل بعمل حقيقي على الأرض، يوحّد الصفوف، ويعيد ترتيب المشهد السياسي على أسس وطنية صلبة.
بعد انتهاء حرب الكرامة بإذن الله تعالى ، يجب أن تُعاد صياغة المشهد السوداني بالكامل، وفق رؤية واضحة فالسودان وطن لأبنائه الأوفياء، لا لمن خانوه وسعوا لبيعه بأبخس الأثمان. يجب أن يكون واضحًا للجميع أن من تآمر على السودان لا يمكن أن يكون جزءًا من مستقبله، وأن من تواطأ مع الأعداء لا يستحق شرف الانتماء إليه.
إن بناء سودان جديد يعني اجتثاث الفساد والخيانة من جذورها، وإقامة دولة قوية أساسها العدل وروحها القانون ، ولا تخضع للابتزاز، ولا تركع للضغوط، ولا تترك ثغرة تُستغل لصالح المتآمرين.
إن اللحظة التي يمر بها السودان اليوم ليست مجرد أزمة عابرة، بل امتحان حقيقي للوطنية. ومن يسقط في هذا الامتحان، فلن يكون له مكان في الغد . فالسودان القادم بحول الله وقوته لن يكون سودان الخنوع والتبعية، بل سودان القوة والعزة، سودان الشرفاء الذين دافعوا عنه بدمائهم، وسقوه بصبرهم وصمودهم.
أما الخونة.. فمصيرهم مزبلة التاريخ.