كلٌّ مِنَّا يَحلُمُ، نُسَمِّيها أحلامَ اليقظةِ وخيالًا… وفي كلِّ ثانيةٍ، مِنَّا مَن يَفرَحُ، ومَن يَحزَنُ، ومَن يُحقِّقُ نصرًا، وآخرُ مَهزُومٌ… أحلامٌ مُبعثَرةٌ على خارطةِ العُمرِ، ما بينَ مَدٍّ وجَزْرٍ.
نُعلِّقُ الأحلامَ، وإن كانَ مُقدَّرًا لها أن تتحقَّق…
رُغمَ مَن فَقَدْناهُم…
ودَثَّرْناهُم تحتَ التُّرابِ، أمواتًا أحياءً، ما زِلْنا نَسعَدُ… آهٍ يا أُمَّةَ السُّودانِ، يَسُودُ العِزُّ فيكِ رغمَ كلِّ ما تُعانِينَ.
ومُشخِّصو المرضِ هُم أصحابُ العِلَلِ، فلو كانَ سَرَطانًا لَاستَأصَلْناهُ، أو مَرضًا مُزمِنًا لكانَ الدَّواءُ والتِّرياقُ حَلًّا مَريرًا…
هذا حالُ أُمَّةٍ لم تَنكسِرْ، وهُنا…
مَن يُنصِفُ صاحبَ العِلمِ، وهو نورٌ، في مُواجهةِ الجهلِ، وهو ظَلامٌ؟
ظُروفٌ قاسيةٌ، وكلُّ الضُّغوطاتِ تُحيطُ به… كنَّا نقولُ: “قُم للمُعلِّمِ وَفِّهِ التَّبجيلَا، كادَ المُعلِّمُ أن يكونَ رسولَا.”
خمسةَ عشرَ شهرًا (15 شهرًا) لم تُدفَعْ أجورُ المُعلِّمين…
والآنَ، كِفاحُ الذَّاتِ مِن أجلِ أن تَنتصِرَ إرادةُ أُمَّةٍ فوقَ كَيدِ المِليشيات.
والآنَ تُقامُ تصحيحاتُ امتحاناتِ 2023…
يُقاسي مُعلِّمٌ، ومُرَبِّي الأجيالِ، ضَغطَ كَراسي… تُغضِبُهُ التَّجاهُلُ، أو يُطلَقُ عليه مُسكِّنٌ لآلامِ الرَّأسِ… ومعَ ذلك، يَنبَعِثُ داخِلَهُ رُوحُ حُبِّ الوَطَنِ والمُستَقبَلِ، فهو صاحِبُ أقوَى سِلاحٍ، يُستنفرُ في كلِّ شيءٍ حتى يَرتاحَ، لكنَّهُ أُنهِكَ مِن تَعبِ الحياةِ.
الآنَ، تُقامُ مَعرَكةٌ كُبرى داخِلَ مراكزِ التَّصحيحِ، ولكنْ… هَيهاتَ هَيهات! مَن يُنصِفُ مَن كادَ أن يكونَ رسولًا على الأرضِ؟ مَن يَقمعُ ظُلمًا حَطَّمَ كلَّ شيءٍ داخِلَهُ؟
ألا تَستَحِقُّ حربٌ رُفِعَ فيها البَندُ لمُقاوَمةِ مُحتَلٍّ ومُستَعمِرٍ أن تُبقيَنا بعيدًا عن ظُلماتِ الجَهلِ، وسُجونٍ مُحصَّنةٍ داخلَ القُبورِ، ورائِحةِ الموتِ الَّتي عبَقَتْ بالوَطَنِ؟ إنْ أَهمَلْنا صاحبَ العِلمِ، وهو النُّورُ، فهَذا مَصيرُ أُمَّةٍ حازَت على لَقَبِ “أكثَرِ بَلَدٍ يُصَلِّي على الرَّسُولِ.”
ووصيَّةٌ أَهمَلْناها…
قالَ رسولُ اللهِ ﷺ:
“اطلُبُوا العِلمَ مِنَ المَهدِ إلى اللَّحدِ.”
سَلامٌ وأَمانٌ، فالعَدلُ مِيزانٌ.