الثلاثاء, مارس 11, 2025
الرئيسيةمقالاتكلام بفلوس... ...

كلام بفلوس… زيارة هذا الرجل يابرهان واجب .. ودينا فى الأعناق ،،
تاج السر محمد حامد

قبل فترة ليست بالقصيرة وبمدينة عطبرة بلد الحديد والنار شهدت هذه المدينة العريقة اسوأ جريمة قتل وكان بطلها والد القتيلة التى راحت ضحية الجوع والفقر .. هذه القصة ليست نسجا من الخيال لكنها حقيقة واقعية عاشتها تلك المدينة المعطاه .. تعالوا لنتابع هذه المأساة التى ابكت الجميع رجالا ونساء واطفالا وبعدها احكموا ألا يحق للقائد البرهان من زيارة هذا الرجل المؤمن بقضاء الله .. إذن لنقرأ سويا عن تفاصيل هذه المأساة :-

من منا لا يتذكر القصة الشهيرة والمثيرة لمقتل فتاة عطبرة (ماجدة) .. ☆ العم عثمان عيسى والد الفتاة المرحومه ماجده (فتاة البوتيك) و التى قتلت بدم بارد في سوق عطبره في عام 2015م
والقاتل هو أحد الوافدين لمدينة عطبره من أبناء غرب السودان .. العم عثمان يعطى الجميع مجتمعا ودولة درسا قيما و مهم .. وكان ذلك فى يوم محاكمة قاتل إبنته ماجده التى خرجت للعمل الشريف لتساعد أسرتها في تكاليف المعيشة .. وقد عاشت حينها كل مدينة عطبرة غضبا على هذا الشاب وحسرة و اسى علي أسرتها المكلومة .. بينما الكل ينتظر حكم إعدام القاتل بفارق الصبر ..
وقف والدها الشيخ الكهل الحكيم الشجاع – المتعالى على حظوظ النفس – في المحكمه وقال :
يا مولانا قبل الحكم أنا عندى كلام داير أقولو .. الود دا انا عفيتو فى دم بتى .. وسط دهشة كل الحاضرين حتى القاضى .. علما أن عمنا عثمان لم يسبق أن فاوضه شخص او مجموعة حتى لم يحضر أهل القاتل من أجل ذلك .. ساد الصمت وأطبق على قاعة المحكمة تحت المفاجأة وإندهاش الجميع !!!.. القاضى نفسه سقط القلم من يده !!! ..
وتابع الوالد عثمان قائلا : الود دا ما عندو مع بتى دى عداوه ولا سابق معرفه .. هو زول كان جعان وبتى دا يومها .. والله كاتب ليها تموت كدا .. وإنتو ما جربتو الجوع عشان كدا ما حتحسو الود دا كان مالو ..
ودم بتى ما بتحملو الود دا .. بتحملو اى زول مسلم عندو قروش فايضه عن حاجتو وخاتيها فى البنك وحولهيو بشر جيعانيين وحولو ناس بتخلى المدرسه ومستقبلها يتدمر عشان ما عندها قروش ..
دمها يتحملو حاكم رعيتو تصل مرحله تكتل بعض عشان بس تاكل وتسد جوعها ..
ساعتها سقط المتهم علي الأرض يجهش بالبكاء (لم يخطر في بال أى إنسان أن يفكر الرجل بهذه الطريقه وهو سيد وجعه) ..

ظلت القاعه صامته لزمن لا تسمع فيها إلا بكاء المتهم وسط دهشة الحاضرين .. فقد جسد العم عثمان وهو الأب المكلوم معنى العفو عند المقدره .. العم عثمان عيسى قدم رساله أحرجت المجتمع والحكام .. علما أن الرجل الحليم والد القتيله كان رجلا عاملا بسيطا يعمل سواق سفرى بالسكة حديد (سابقا) لكنه ترك قيمة ثرة وأدب فى محاكمنا يبقى درة ونبراسا يستضاء به .

☆ قصة عمنا عثمان يجب ان تكتب بما الذهب وتعلق على أستار تاريخ قيمنا الفاضلة .. ويجب أن تسجل وتكتب فيها المجلدات والدروس للنظر اليها من زوايا عدة شملها خطاب والد الشابة القتيلة .. بالقصة وتحليلاتها يمكن معالجة كثير من القضايا المعقدة في مجتمعاتنا منها الاجتماعى والاقتصادى والثقافى التى جميعها إنعكست وخلفت الواقع المأزوم .

☆ يجب أن يكرم المجتمع اليوم عمنا عيسى وياريت الرئيس البرهان يقوم بتسجيل زيارة له ولأسرته فى داره ولتثبيت القيم الاجتماعية للعفو لتكون مثالا يحتذى .. يجب أن تجد هذه المعانى النبيلة الطريق للمعالجات الإعلامية الإيجابية في كل الوسائل .. كنموذج علاج لواقع تعيشه وتعانى منه كثير من مجتمعاتنا .

هي عطبرة نموذج بسيط لإنسان نهر النيل حيث الحكمة والكرم والأباء وعفة النفس وشرف الرجولة وكرامة الإنسان فيها .. والحمد لله .. نعم الحمدلله .. ومن هذا المنبر نضم صوتنا لصوت العقل والحكمة القيام ياسيادة الجنرال البرهان بزيارة هذا الرجل الشهم البطل الذى يستحق ذلك متمنين له الصحة والعافية يارب .. ودمتم .

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات