الرواية التي تروج لها المليشيا بمقتل جلحة وشقيقه مقبلا غير مدبر رواية غير دقيقة ففي الأصل المليشيا اقدمت على تصفية المتمرد جلحة على أساس عرقي عندما شعرت أن المليشي جلحة يريد أن يقفز من المركب الغارق .
الهزائم التي مُنيت بها المليشيا في محاور سنار والجزيرة والخرطوم جعلتها كالذي يتخبطه الشيطان من المس عندما رأت من أسمتهم أشاوسها وهم يشدون الرحال في موسم الهروب الكبير إلى الحواضن في نيالا والضعين وعندما شاهدوا الأسد الصهور يكشر انيابه ويلتهم الخرطوم من اطرافها ،هذه الوضعية المأزومة لقادة المليشيا جعلتهم يصفون كل من يشككون فيه وأولهم جلحة.
لن ينتهي موسم التصفيات الإثني في المليشيا عند جلحة وشقيقه بل سيمتد إلى كل من تعاون مع المليشيا من أبناء المناطق التي إجتاحتها سابقاً وسنشهد في قليل الأيام المقبلة إن لم يكن الساعات القادمة حصاد كثير من الرؤس التي تنحدر من سلالات غير سلالة الماهرية.
تلك هي النهاية الحتمية لكل من غدر بوطنه وسدد سهامه نحو خاصرة من مد له يد العون حتى قوي عوده ، فمن لم تدركه يد المليشيا بالتصفيات على الأساس القبلي ستلاحقه يد الشعب السوداني بالقانون فيواجه نفس المصير …لنا عودة.