السبت, مارس 15, 2025
الرئيسيةمقالاتفلق الصباح... ...

فلق الصباح… ✍️ علي بتيك. تحرير الخرطوم ما أشبه اليوم بالبارحة


انطلقت خطة تحرير الخرطوم من سنجة وسنار وجبل موية ومن ثم ضرب حصار محكم حول ود مدني التي تطهرت من دنس التمرد لتتأهب القوات المسلحة والمستنفرين للزحف تجاه الخرطوم التي نجح الجيش وكتائب العمل الخاص في إحداث اختراقات وتقدم كبير فيها إذ دانت لهم أمدرمان وتقدموا في بحري وشرق النيل والخرطوم وصولاً إلى قلبها حيث المطار وكان أن التقت بالأمس القريب القوات المسلحة القادمةمن محاور مختلفة في مقر القيادة العامة
في مشهد يقارب ماحدث في مثل هذه الأيام وتحديدا في يوم 26 من شهر يناير سنة 1885م عندما أفلحت الثورة المهدية في هزيمة وقتل هكس ومن ثم التحرك منطلقة من كردفان ودارفور يقودها الإمام محمد أحمد المهدي في مسيرة استغرت شهرين لتصل إلى أبي سعد لتضرب حصاراً حول الخرطوم قبل أن يصدر المهدي أوامره للأمير النجومي باقتحامها قبل وصول حملة الإنجليزالمتحركة لإنقاذ غردون الذي لقي مصرعه على يد اثنين من جحافل الأنصار الذين نجحوا في اقتحام السرايا وهما من أبناء البجا كما ذكر المؤرخ ضرار صالح ضرار في كتاب “تأريخ السودان” وتقول الرواية بأن المهدي كان حريصاً على عدم قتل غردون ليفتدي به قائد الثورة المصرية أحمد عرابي.
فكأن التأريخ يعيد نفسه فمثلما نجحت الثورة المهدية في معركة التحرير الأولى قبل مائة وأربعين سنة وهزمت الإمبراطورية التي لم تكن شمسها لتغيب يومئذ.فإن أبطال السودان اليوم يسيرون على ذات الدرب مسطرين بدمائهم الزكية أروع الملاحم البطولية وفق خطط محكمة وتنفيذ احترافي ومهنية عالية.فقد أفلحوا في تفكيك قوة المتمردين الضاربة وامكاناتهم المهولة وهم المدعومون خارجياً إذ أحكمت الحصار ودكت معسكراتهم وقطعت خطوط الإمداد ولاحقت قادتهم الميدانيين فكان التراجع والانسحاب والهروب.في حين تقدم الجيش بثبات من نصر إلى آخر حتى بات تحرير الخرطوم قاب قوسين ومنها سيتوجه الجيش والقوات المشتركة والمستنفرين إلى آخر بؤر التمرد في شرق وجنوبي دارفور.
وغداً إن شاء الله تكون عودة المهجرين إلى مقرن النيلين وإلى الطابية المقابلة النيل وهم يتغنون بجمال الخرطوم
طوول عمرى ما شفت مثالك
فى اى مكان
انا هنا شبيت يا وطني
زيك ما لقيت يا وطني

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات