طالعنا في الاخبار ولأول مرة منذ اندلاع حرب المليشيا علي السودان تصريحات مباشرة وحديث صريح لوزير الخارجية آلامريكية يعلن فيه عن تورط مليشيات ال دقلو الإرهابية بارتكاب جرائم إبادة جماعية واغتصاب وجرائم ضد الإنسانية هذه التصريحات التي ذهب الكثير من المحللين وقادة الرأي الي انها تأتي كموقف تكتيكي للإدارة الأمريكية بعد ان رات جدية الحكومة السودانية في الاتجاه لتقوية علاقاتها مع روسيا وتركيا ووصول تلك العلاقات الي مراحل عملية وزيارات وفودوتوقيع اتفاقات ويري المراقبون ان الهدف من هذه التصريحات ليس معني بها الادانة او اتخاذ خطوات عملية بالضغط علي المليشيا ودولة الامارات الممول الرئيس لها إنما مناورة تهدف الي وقف تطور علاقات السودان مع روسيا وتركيا التي وصلت الي حد الدعم بالسلاح وتوقيع الاتفاقات لكن ماحدث من تطورات تجاه هذه القضية علي مستوي مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان وتطابق موقفه مع الموقف الأمريكي هو مايجعل لتصريحات وزير الخارجية الأمريكية قيمته علي عكس مايري المحللون لكن هل التحرك السوداني تجاه تركيا وروسيا وحده هو سبب التحول في الموقف الأمريكي ام ان عوامل وأسباب اخري دفعت الي ذلك دون تغييب لدور الدبلوماسية السودانية التنويري الذي قادته بعثة السودان لدي الأمم المتحدة ومجلس الامن والدور الطليع للسفير الفارس الحارث ادريس وسفراء السودان بالخارج والتي كان لها أثر في فضح الانتهاكات التي حدثت في الفاشر وبارا هذا علاوة علي النشاط الإعلامي والاسفيري والحملة القوية التي قادها الناشطون وماوجدت من تفاعل عالمي متآزرا مع تحركات الجاليات السودانية في الخارج كل ذلك يضاف الي الضغط الداخلي من الكونغرس والجماعات الحقوقية الامريكية والدعوات التي وصلت حد مقاطعة المنتجات الإماراتية مما اربك الدويلة وجعلها تدعي الشفقة علي المدنيين ودعمهم وكل مايخفي جرائمها المثبته ويبيض وجهها الكالح كل هذه المواقف والعوامل لا يستبعد صلتها بما طرأ علي الموقف الأمريكي والذي ينتظر أحداث اثره ونتائجه ولعل ثبات الحكومة السودانية علي موقفها من الهدنه التي دعت لها الآلية الرباعية وشدد عليها كبير مستشاري الرئيس الأمريكي مسعد بولس وتمسك الحكومة السودانية بخارطة الطريق المودعة لدي مجلس الامن الدولي له تاثيره في عامة المشهد وتطوراته لصالح الحكومة ليبقي انتظار ردة الفعل الإماراتي وتوابعه من الدول الداعمة عبر مرتزقتها والسماح باستخدام اراضيها وقواعدها العسكريه كمعبر لتدفق الدعم الإماراتي للمليشيا وما ينتظر من موقف إماراتي من هذه التطورات هو ما يعطي القيمة الحقيقية ونجاعة الموقف الأمريكي والاممي والحقوقي المتزامن المتاطبق معه لذي تصبح اجتهادات المحللين في تقييم تصريحات وزير الخارجية الأمريكية مجافي لما يتوقع من نتائج وتأثير. فهو اي الموقف الأمريكي ليس بمعزل عن حراك الموسسات والشعب وجماعات الضغط الأمريكي والذي سيجبر إدارة الرئيس ترامب اعتماد تصريحات الوزير رسميا ولعل الملاحظ هذه المرة في موقف الإدارة آلامريكية ومجلس الامن عدم المساواة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وغياب عبارة (طرفي النزاع) مما يعني نسبة الانتهاكات في الفاشر الي الفاعل الحقيقي وهو مليشيا الدعم السريع الغطاء لدولة الامارات اللاعب الرئيس مما يعني التلويح بموقف حاسم تجاهها لكن مامدي تاثير تجدد المواقف علي الآلية الرباعية وما يبدو من تقاطع وتباين بين مساعيها الموقف الاني هل ستبقي عليها امريكا ككرت ام ان ذلك يعني فشلها بتبني موقف مغاير للهدنه ووقف الحرب و مامدي تاثير هذا الموقف الأمريكي الأممي ومامدي استفادة الحكومة السودانية من هذه المواقف علي مستوي الواقع الميداني للحرب حال تجفف منابع الدعم عن المليشيا هل ستوقف او تبطي الحكومة السودانية سيرها في إتجاه العلاقات مع تركيا وروسيا كمغازلة ومكافأة للإدارة الأمريكية طمعا في موقف اكثر صرامه تجاه المليشيا وداعميها
ام ان الحكومة السودانية حسمت خيارها الاستراتيجي المبدئي لتمضي فيه والسؤال الأكثر إلحاحا المرتبط بالموقف الأمريكي هل هو إعطاء شرعية وحتراف بحكومة البرهان والتخلي عن المناداة بالحكم المدني وعودة حلفاء المليشيا الي ممارسة دور الحياة السياسية ولفظهم الي العراء وما المقابل الذي ستحصل عليه امريكا بعد ضحت باقوي كروت الضغط علي حكومة البرهان هل ستلتف مرة اخري الي الآلية الرباعية عبر موقف يتماشى مع المتغيرات وما هو تأثير المال الإماراتي في بقاء كرت الرباعية بإيجاد تسويه مع المليشيا بعد الي هذا الحد يبدو المشهد متداخل ومتقاطع وقابل لعدة احتمالات لكن تبقي المحصلة دائما في صالح حكومة السودان برئاسة الفريق اول عبدالفتاح البرهان حال الاستمرار في تماسكها واتجاه علاقتها نحو تركيا وروسيا كخيار اول حتي لو لكسب الزمن في إنتظار المزيد من الخناق الدولي علي المليشيا وتعالي الأصوات بتصنيفها كجماعة إرهابية وهذا ما يبدو أقرب ويمضي بخطي اسرع لتكون النهاية العملية وقفل رئتها حد الاختناق
هذا مالدي
والرأي لكم
