كسلا :المجد نيوز
تحت وطأة الأزمات المتلاحقة وإهمال مزمن،لم يكن الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية في مستشفى الطب النفسي بولاية كسلا مجرد فعالية روتينية، بل تحوّل إلى جلسة اعتراف صادمة ونداء استغاثة عاجل، كشف النقاب عن معاناة إنسانية تهدد المرضى والعاملين على حد سواء.
في لحظة نادرة من الصراحة، هزّ مولانا منتصر سر الختم ميرغي، ممثل السلطة القضائية ومشرف السجون، الحضور عندما اعترف من على منصة الاحتفال بـ “التقصير اتجاه هذه الشريحة المهمة”، داعياً: “نسأل الله أن يعفو عنا”. ووصف ميرغي نعمة الصحة النفسية بأنها “نعمة كبيرة”، معتبراً أن إصابة أي فرد بمرض نفسي أو إدمان هي “اختبار من عند الله”.
وتوجه بالشكر لكل من يعمل في هذا الحقل الإنساني، ووعد بأن ينقل المشاكل والاحتياجات التي سمعها إلى رئيس القضاء، مؤكداً أنهم “أول الداعمين” في حل أزمات مثل الصرف الصحي.
مدير المستشفى يكشف الكارثة: صرف صحي متعطل ومياه وانقطاع إنارة
من جانبه، فضح مقدم شرطة/ طبيب أبو هريرة حسن عمر، مدير المستشفى، حجم الكارثة التي يعيشها القطاع، مذكراً بأن شعار هذا العام “الصحة النفسية في ظل الأزمات والطوارئ” ينطبق تماماً على واقعهم. وكشف عن قائمة بأبرز المشاكل التي تواجه المستشفى وتُعطّل خدماته:
· الصرف الصحي: “متعطل تماماً”.
· أزمة مياه الشرب.
· انقطاع التيار الكهربائي.
· انقطاع الإمداد الدوائي.
· مشاكل الصيانة العامة التي لم تُكتمل.
وأشار الدكتور أبو هريرة إلى أن إدارته الجديدة للمستشفى “أكثر حاجة لمشاركة الجميع” لدعم هذه الشريحة الضعيفة، شاكراً في الوقت نفسه وزارة المالية وديوان الزكاة على دعمهم.
هكذا، وبين كلمات الاعتراف وقائمة الإخفاقات، تحول احتفال كان من المفترض أن يكون مناسبة للتفاؤل والتوعية، إلى منصة لكشف الغلاف القاتم الذي يخفي معاناة مرضى الصحة النفسية في كسلا. المشهد لم يكن سوى انعكاس صادم لصورة أكبر، حيث تتحطم أبسط مقومات الرعاية الإنسانية تحت وطأة الأزمات، تاركة وراءها نداء استغاثة ينتظر من يسمعه.
