الإثنين, سبتمبر 15, 2025
الرئيسيةمقالاتالرباعية وصاية مرفوضة، وتآمر مفضوح .. ...

الرباعية وصاية مرفوضة، وتآمر مفضوح .. بقلم/ د. إسماعيل الحكيم


كلما أحرز الجيش السوداني تقدماً في الميدان، وأوشك أن يطوي صفحة المليشيا المتمردة، خرج علينا “الوسطاء” ببيان جديد.. بيان في ظاهره الرحمة وفي باطنه السم الزعاف. وها هي اللجنة الرباعية بقيادة أمريكا شكلاً ونفوذ الإمارات فعلاً وذيلية مصر والسعودية.. تعود بدعوة لما سمّته هدنة لثلاثة أشهر يعقبها اتفاق جدة، وكأنها لم تدرك بعد أن السودانيين قد تجاوزوا هذا الفصل من المسرحية، وأنهم حفظوا الدرس عن ظهر قلب والمؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين.
ما قيمة بيان يطالبنا بمهادنة مليشيا قاتلة بربرية ارتكبت أفظع الجرائم، وانتهكت أطهر الأعراض، ونهبت أغلى الممتلكات؟! أي منطق يفرض على شعب صامد أن يفاوض عصابة متمردة لا ترقب في سوداني إلّاً و لا ذمة بل لا تعرف من لغة السياسة إلا صوت الرصاص والتخويف؟!
ثم كيف يُنتظر منّا أن نُصدّق بيانًا يخرج من كيان يضم الإمارات؟ الداعم الأكبر لتلك المليشيا بالمال والسلاح والمرتزقة؟! وكيف نطمئن إلى حَكمٍ وخصمٍ في الوقت نفسه؟! هذه ليست وساطة، بل وصاية مرفوضة، وتآمر مفضوح.
لقد وعى السودانيون الحقيقة وأدركوا أن كل هدنة مقترحة ليست سوى طوق نجاة يُلقى للمليشيا وهي تتهاوى تحت ضربات الجيش الموجعة . بل كل اتفاق يراد له أن يوقف زحف النصر ليس إلا مؤامرة لحماية مشروع عميل يتهافت ويتهاوى . لكننا لن نُخدع بعد اليوم، ولن نسمح بتكرار مأساة الأمس.
إن القرار الآن بيد الشعب، لا بيد الرباعية ولا بيد غيرها. هذا الشعب هو من يقرر مصيره، وهو من يختار مستقبله، وهو من يكتب بدماء شهداءه لا بحبر الخونة والمأجورين تاريخه الجديد ومشروعه القادم . أما بيانات الخارج فقد أسقطها الميدان، ودفنها وعي السودانيين تحت ركام الخيانة.
لقد رفعنا قرارنا، وجفّت أقلامنا، وما عاد في قلوبنا متسع للتلاعب بمصير وطننا وترابه الطاهر . السودان لن يعود إلى الوراء، ولن يرضى أن يُلدغ من جحر مرتين بإذن الله تعالى.. Elhakeem.1973@gmail.com

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات