بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾
⬤ الزَّمَنُ عَلَى أَطْرَافِ شَوَارِعِ بَارَا
الغُبَارُ يَتَصاعَدُ، وَأَصْوَاتُ الانْفِجَارَاتِ كَطُبُولِ النَّصْرِ تَهُزُّ أَرْكَانَ الْمَدِينَةِ.
بَارَا لَيْسَتْ مُجَرَّدَ مَدِينَةٍ؛ إِنَّهَا قَلْبُ الصُّمُودِ لِلسُّودَان، تَتَعَانَقُ صُخُورُ الْغَرْبِ مَعَ كُثْبَانِ الشَّمَالِ وَالْجَنُوبِ، لِتُصْبِحَ كُلُّ تَلٍّ وَكُلُّ نَسْمَةِ رِياح شَاهِدَةً عَلَى إِرَادَةِ شَعْبٍ لا يَنْهَارُ وَدِمَاءٍ لا تُنْسَى.
يَا بَارَا، يَا قَلْبَ الْبُطُولَةِ،
صَوْتُكِ فِي الصَّحْرَاءِ يَهُزُّ أَرْكَانَ السَّمَاءِ!
⬤ قُوَّاتُنَا وَالمَشْهَدُ البطولي
فِي سَاعَاتِ الْقِتَالِ الْعَنِيفِ، اقْتَحَمَتِ الْقُوَّاتُ الْمُسَلَّحَةُ السُّودَانِيَّةُ جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ مَعَ كُلِّ الْفَصَائِلِ الْمُقَاتِلَةِ وَالْقُوَّاتِ الْمُشْتَرَكَةِ شَوَارِعَ بَارَا.
كُلُّ خُطْوَةٍ كَانَتْ رِسَالَةَ تَحَدٍّ،
كُلُّ طَلْقَةٍ صَرْخَةُ حُرِّيَّةٍ.
المليشيات تتراجع، عصابات التمرد وقطاع الطرق تتساقط بين قتيل وجريح، وعُتادُها يتحطم أمام إرادة الأبطال.
هنا، يَتَجَسَّدُ المشهد وكأننا كنا حاضرِين في قلب المعركة: نشاهد الهزيمة المدوية للمليشيات، نشم رائحة التراب والبارود، ونحسّ نبض الشهداء بجانبنا، ونشاركهم كل خطوة وطلقة.
وَكُلُّ جُنْدِيٍّ، وَكُلُّ قَطْرَةِ دِمَاءٍ، هِيَ شَهَادَةٌ عَلَى الْبُطُولَةِ وَالْفِدَاءِ.
وَكُلُّ الأَبْطَالِ نُجُومٌ مِن ذَهَبٍ فِي سَمَاءِ الْوَطَنِ، تُضِيءُ دُرُوبَ الأَجْيَالِ وَتَكْتُبُ أَسْمَاءَهُمْ بِحُرُوفٍ مِن نُورٍ عَلَى صَفَحَاتِ التَّارِيخِ.
⬤ أَبْطَالُ بَارَا: أَسْمَاءٌ تُكْتَبُ بِالذَّهَبِ
في قلب المعركة، كان الجنود جسدًا واحدًا: حركة محسوبة، نظرات متبادلة، وانسجام لا يعرف الكسر.
دعوات أهل السودان كلها تتلاحم مع أبطالنا في الميدان.
وليد جنا، المعروف بـ “كاسح الألغام”، من صخور مصفاة الجيلي إلى كثبان كردفان، كتب تضحياته بدمه.
لم تكن إزالة العبوات مجرد عمل عسـكري، بل كانت بلسمًا لجرحى المصابين وبشرى لأهالي الفاشر الذين صمدوا عامًا ونصفًا تحت الحصار والقصف المدفعي المكثف.
اليوم، يفتح وليد جنا وكل أبناء الوطن صفحة ناصعة البياض من تاريخ السودان في معركة الكرامة الوطنية، ويَسْطُرُون تاريخ الشرف تحت عنوان:
مصفحة فوق مصفحة (برندي فوق برندي)
دماؤكم، أيها الأبطال، شرف للأرض، ونور للأجيال!
⬤ قانون القوات المشتركة
عندما تجمعت الإرادة وتلاحمت القوات، وصلت التضحيات عنق السماء، وأظهرت الأرض والسماء جمال الشهادة، بينما المليشيات تصغر أمامنا كالحشرات على كومة تراب، لتطبق قوة المشتركة، ويُكتب النصر بحروف الدم والنور، وتترسخ القيم للأجيال.
مصفحة فوق مصفحة ( برندي فوق برندي )
⬤ أسباب النصر وأرض بارا المؤمنة
أرض بارا المؤمنة من عند الله، فاحت روائح الطاهرين، وهلا مسك الذاكرين، أرض الزاكر العابد رحمة الله.
الشيخ محمد عبد الرحيم البرعي، رحمه الله:
“سودان يا أرض الجدود، فيك المحبة والعهود”
⬤ المَسِيد.. وَرُوحُ النَّصْرِ
هناك، في زريبة الشيخ البرعي، كان الصمت يكسو الأرض والسماء معًا.
وسط نار المعركة، تسلل صوت التكبير والذكر بين أصوات الطلقات والرشاشات، كجسر حي بين الروح والميدان، يمد الجنود بطاقة إيمانية جعلت حركتهم في المعركة أكثر ثباتًا وقوة.
لقد كان المسيد شاهدًا على أن النصر يبدأ من الروح قبل الأرض، وأن الذكر والتكبير كانا وقودًا روحياً يقوي السواعد وهي تدافع عن السودان.
⬤ النَّصْر: وَعْدٌ يَتَحَقَّقُ
وبفضل الله ودماء الأبطال، تطهرت بارا من رجس التمرد.
الزحف مستمر بعزيمة لا تلين، وإرادة لا تُقهر، حتى يكتمل تحرير الفاشر وما بعدها.
كل انتصار يعيد الأمل، ويبعث الطمأنينة، ويرسل رسالة لكل من تسول له نفسه المسّ بأمن السودان ووحدته.
يا أرض السودان.. احملي فخرنا، واشهدي على دمائنا، وعلى صمود أبطالنا!
“اللَّهُمَّ اجعل هذا النصر نصراً دائماً لأهل السودان، واحفظ أرواح الجنود الشجعان، وبارك دماء الشهداء، وامنح وطننا الأمن والاستقرار والطمأنينة، واجعل عدلك ميزاناً في كل قلوبنا، وارزقنا السلام في أرضنا وقلوبنا.”
✨ سَلَامٌ وَأَمَانٌ فَالْعَدْلُ مِيزَانٌ ✨
بقلم / عبير نبيل محمد
توقيع لا يُنسى
“أَنَا الرِّسَالَةُ حِينَ يَضِيعُ الْبَرِيدُ…
حِينَ تَخْرُسُ الْكَلِمَاتُ وَتَذْبُلُ الْوُعُودُ، تَبْقَى حُرُوفِي شَاهِدَةً عَلَى الصُّمُودِ، عَلَى الْحَقِّ، وَعَلَى دِمَاءِ شُهَدَاءِ الْوَطَنِ… لِتَبْقَى هَذِهِ الْكَلِمَاتُ نَبْرَاسًا”
✍️ امرأة من حبر النار