الإثنين, سبتمبر 15, 2025
الرئيسيةمقالاتندى الحروف ...

ندى الحروف الشخص غير المناسب خرابٌ للأوطان بقلم/ إبراهيم محمدنور


إن أكبر مصيبة حاقت بالوطن ليست في نهب موارده ولا في موقعه الجغرافي ولا في الحروب وحدها، بل في تمكين الأشخاص غير المناسبين في المواقع القيادية.
كلما جلس أحدهم على كرسي المسؤولية، تحولت المؤسسة التي يقودها إلى كومة أنقاض، لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
لقد رأينا في الخدمة المدنية والعسكرية نماذج لمسؤولين جبناء، يخشون اتخاذ القرار، يهربون من المسؤولية، ولا يجيدون سوى الخراب والتعطيل.
هؤلاء لم يعرفوا غير العجز، حتى صاروا بين الناس مرادفًا للضعف والفشل، ولأنهم في غير أماكنهم، انهارت الوزارات، وضاعت المؤسسات، وترنّح الوطن كله.
من غير المناسبين ضاعت خيرات السودان، ونهبت ثرواته، وهُرّب ذهبه على الملأ بلا رقيب ولا حسيب،ومن غير المناسبين تقهقرنا اقتصادياً وصحياً وتعليمياً حتى بتنا في ذيل الأمم.
وليس الأمر وقفاً على فرد أو مؤسسة، بل انعكس حتى في كثير من الاتفاقيات السياسية التي غلبت عليها المحاصصة وتقاسم المناصب، لا خدمة الوطن ولا بناء الدولة.
وآخر الأمثلة ما جرى في الولاية الشمالية، حين أقصي مفوض العون الإنساني، الرجل الأمين الذي عمل بصدق وحياد، وجلب المنظمات لمصلحة الناس لا لحزبه.
أبعدوه فقط لأنه لم يخضع لابتزاز المصالح الضيقة،أهذا جزاء الأمانة في بلادنا؟
إن ما يحدث اليوم تجسيدٌ لقول الله تعالى: “إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ”
لكننا نختار الضعيف الفاسد ونقصي القوي الأمين.
ويكفي أن نتذكر حديث رسول الله ﷺ “إذا وُسِّدَ الأمرُ إلى غيرِ أهلِه فانتظر الساعة”
أليست هذه هي الساعة التي نعيشها اليوم، ساعة الخراب والانهيار؟
يا حكومة السودان وحكومة الولاية الشمالية، كفوا عن تعيين الفاشلين، وابتعدوا عن المحاصصة التي دمرت مؤسساتنا.
أوقفوا خيانة الأمانة، فالوطن لا يُبنى بالمجاملات، ولا بالترضيات، ولا بالولاء الحزبي الأعمى، وإنما يُبنى بوضع الشخص المناسب في مكانه المناسب.
إن لم تفعلوا، فاعلموا أنكم شركاء في الخراب، لا معالجون له.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات