مسافات… جدية عثمان….

اليوم، قلبي يرقص بين فرحتين، وسعادتي غامرة: أرسنال يبدع في لندن، وصقور الجديان يحلّقون عاليًا من زنجبار
ما بين ملعب الإمارات في لندن وأمان ستاديوم في زنجبار، يتوزع الفرح وتُقسَّم السعادة. يوم كروي استثنائي جمع بين انتصارين مختلفين في الشكل، لكنهما متشابهين في المعنى فوز أرسنال بخماسية نظيفة على ليدز يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز، وفوز صقور الجديان منتخب السودان على الجزائر بركلات الترجيح في ربع نهائي بطولة أمم إفريقيا.
في لندن، كانت السعادة خالصة لجماهير المدفعجية.
أما في زنجبار، فالمشهد مختلف تمامًا. منتخب السودان، في ظروف استثنائية يعيشها الوطن، يدخل مواجهة أمام الجزائر بكل شجاعة. مباراة انتهت بالتعادل 1-1 في الوقت الأصلي، لكن صقور الجديان أصروا على البقاء، وواجهوا التوتر بثبات، حتى ابتسمت لهم ركلات الترجيح، تأهل تاريخي ورسالة واضحة أن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل مساحة لإثبات الذات والتمسك بالأمل.
فرحي هنا مزدوج. بين فريق عالمي يثبت قوته على مسرح أكبر الدوريات، ومنتخب وطني يقاتل ليمنح شعبه لحظة عز وفخر رغم التحديات. بين لندن وزنجبار، ليس هناك تناقض بل تناغم كرة القدم تمنحنا القدرة على الفرح في زمن عسير، وتعلّمنا أن الانتصار له أكثر من وجه، لكنه دومًا يحتاج إلى إصرار، انضباط، وشجاعة.
مسافات… جدية عثمان
لندن…23 أغسطس 2035