السبت, أغسطس 9, 2025
الرئيسيةمقالاتأصداء وطنية ...

أصداء وطنية مصلح نصار الرشيدي كرم القبائل ومرآة المجد العربي في دار السودان بقلم:برمةابوسعادة

عندما يتوارث الناس روائع الأشياء أباً عن جد ويتناقلون الخصال كما يُتناقل المجد والسيف والخاتم تصبح القيم ليست مجرد صفات مكتسبة بل جوهراً متأصلاً في العروق وميراثاً حيّاً في الوجدان
تكون المروءة حينها ليست طارئة بل أصيلة ويكون الكرم قنديلاً لا ينطفئ يهتدي به الضيف في الليالي الحالكة وتكون الشهامة طبعاً لا تكلفاً
هكذا تنمو الزعامات من تربة الوفاء وتروى بماء الأصالة وهكذا هو الزعيم القبلي مصلح علي محمد نصار،
ليس مجرد رجل من الناس بل امتداد حيّ لتاريخ من النبل والمواقف نُقشت في ذاكرة القبيلة واستنارت بها محافل السودان.
هو المعنى العميق لكلمة الأصيل وهو ذلك القنديل الذي لا يخبو ضوؤه حينما ينهار ضوء الآخرين.
في زمن عز فيه الوفاء وتنكر كثيرون لعراقة الجذور يطل الزعيم مصلح علي محمد نصار الرشيدي كقامة سامقة في سماء الكرم العربي وشاهق من شواهق الرجولة التي لا تنحني للخطوب ولا تتردد حينما تُنادى الأوطان رجل سكن في ضمير قومه وارتقى في سلم القيم حتى صار علماً يُحتذى ورمزاً من رموز العطاء الوطني الأصيل لا تزحزحه العواصف ولا يثنيه الحسد ولا تلوّنه مواسم السياسة ومصالحها المتقلّبة.
منزله ليس داراً من حجر بل دار من نخوة وسقفه ليس خشباً أو زنكاً بل شهامة تسندها الجذور الممتدة في عمق التاريخ العربي المجيد وذاكرتنا المعاصرة تحفظ له مواقف لا تُنسى وتسطّر له صفحات من نور في دفتر الرجولة.
لقد شهدنا بأم أعيننا مآثره حين استضافنا تنسيقية أبناء الرزيقات بالداخل والخارج في منزله العامر في تظاهرة احتفائية لم يشهد لها السودان مثيلاً في الكرم والاحتشاد نحرت النوق كأننا في حمى حاتم الطائي واجتمع وجهاء ولاية نهر النيل في حضرته كأنهم أمام سيد من سادة العرب الأولين فاجتمع اللحم والعز والرجال والرايات وتهادت كلمات الترحاب من شفتيه كأنها قصائد جاهلية تُتلى في مواسم العرب العظام (سوق عكاظ).
هذا الكرم الهادر وتلك المهابة الجمعية كانت كفيلة بإشعال صدور بعض الحاقدين من المليشيات الذين لم يطيقوا أن يروا لحمة وطنية تتشكل في ظل رجل لم يُعطَ منصباً بعد لكنه مُنح القلوب قبل الكراسي والولاء قبل الألقاب فتجرأوا في غمرة غلّهم على تدنيس مقام الضيافة بمسيرة رعناء إلى حيث كانت الجموع تلتف حول وليمة الوفاء لكن العناية الإلهية كانت لهم بالمرصاد فلم يُصب قطّ أحد لا إنساناً ولا حيواناً بسوء.
إن منزل الزعيم مصلح نصار لم يكن يوماً مقاماً خاصاً بل ظل مأوى للأحرار ومرتعاً للكرام ومضرب مثل في حسن الضيافة وأصالة المروءة فقد استضاف من قبل رجالات السودان الأفذاذ وعلى رأسهم الشيخ موسى هلال عبد الله فبيته مفتوح للناس وضلوعه مفتوحة لهم أيضاً لا يُغلق في وجه زائر ولا يُردّ فيه طالب لأنه وارث خُلق قديم وجبلة نادرة في زمن المصالح والحسابات الضيقة.
ولأن المجد لا يخذل أهله فقد نال الزعيم مصلح ثقة الحكومة السودانية بتعيينه مستشاراً رئيس مجلس الوزراء، وهي ثقة لم تأتِ جزافاً ولا صدفة بل تتويجاً لمسيرة طويلة من العطاء الوطني الخالص والعمل الأهلي الراسخ والتكافل القبلي الذي لا يعرف التفرقة أو الجهوية بل يعلي من شأن السودان الواحد الموحد.
وما يجعل هذه الثقة أكثر رسوخاً وأعظم أملاً أن البلاد تمر بمرحلة حرجة تفككت فيها أوصال اللحمة القبلية بفعل المليشيات ومخططات الفوضى حتى صار الدم بين القبائل مستباحاً والنسيج الاجتماعي ممزقاً وهنا تتجلّى الحاجة الماسة إلى رجال من طينة الزعيم مصلح نصار القادرين على نسج روابط القربى بين القبائل السودانية من جديد وردم هوة الجراح ولمّ الشمل على قاعدة وطنية صادقة لا تُفرّق بين عربي وزنجي ولا بين شرق وغرب بل تُؤمن بأن السودان كيان جامع وأمة واحدة وبيت كبير يجب أن يسع الجميع.
ولعل الأهم من ذلك أنه لم ينتظر التكليف الحكومي ليقوم بواجبه بل كان منذ اليوم الأول أحد الداعمين بسخاء لمعركة الكرامة الوطنية بالمال والرجال والروح قبل كل شيء وقد ضرب بذلك مثلاً عظيماً في الوطنية النشطة التي لا تنتظر إذناً ولا منصباً بل تتحرك من وحي الضمير الحي والانتماء الأصيل.
ولنا في فعله هذا أسوة بمن سبقوه في سجل الشرف وعلى رأسهم سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش العُسرة وتبرع بكل ماله فقال له المصطفى ما أبقيت لأهلك يا أبا بكر فأجابه في تلخيص بديع للفكرة الكبرى أبقيت لهم الله ورسوله وهكذا نصار أبقى لأهله مروءته وسخاءه ومجده الموروث وتاريخه النقي.
في عالم يتغير فيه كل شيء تبقى الرجال المبدئية هي الثابت الأصيل والزعماء أمثال مصلح نصار الرشيدي لا يصنعهم الإعلام ولا القرار بل تُنبتهم الأرض وتشهد لهم القبائل ويحتضنهم الوطن.

فطوبى للسودان بهذا الفارس وطوبى للقبائل بهذا العلم وطوبى للمروءة أنها لا تزال تجد في هذا الزمان من يحمل رايتها ويمشي بها بين الناس بعز لا يُشترى وشرف لا يُباع.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة

احدث التعليقات