في الرابع عشر من أغسطس من كل عام، يُطلُّ علينا عيد القوات المسلحة السودانية، يومٌ مجيدٌ نُحيي فيه سيرة الأبطال، ونقف وقفة عزٍ ووفاء لأبناء الوطن الذين أقسموا أن يصونوا ترابه ويحموا استقلاله بدمائهم الزكية.
عيد القوات المسلحة ليس مجرد مناسبة عابرة، بل هو تجديد عهدٍ مع المجد، واعترافٌ بفضل أولئك الذين حملوا البندقية دفاعًا عن السيادة، وتصدّوا للمؤامرات والتحديات، وواجهوا العدو في كل ميدان بشجاعة لا تلين.
المعنى الحقيقي للانتماء
في زمن اختلطت فيه الأوراق، وتهددت فيه أوطان كثيرة من داخلها، تظلّ القوات المسلحة السودانية هي الصخرة التي تتحطم عليها كل محاولات النيل من وحدة البلاد وأمنها. إنها رمز للثبات والانتماء الحقيقي، لا تنحاز إلا لتراب الوطن ولا ترفع السلاح إلا لحمايته.
هذا اليوم هو يوم للجنود في الثغور، ولأسر الشهداء الذين قدّموا أعزّ ما يملكون فداءً للوطن، وللمعاقين من أثر المعارك الذين لم تنكسر إرادتهم، وللضباط والصف والجنود، لكل من ارتدى الكاكي ووقف موقف الرجال.
أبطال الكرامة
وفي خضم الحرب الأخيرة، التي مزّقت أوصال البلاد وأعادتنا لخط النار، أثبتت القوات المسلحة السودانية أنها درع الوطن وسيفه، وأنها قادرة على الصمود أمام المؤامرات الداخلية والخارجية. قدمت الشهداء، ودافعت عن المؤسسات، وظلت تقاتل تحت راية السودان لا رايات الولاءات الضيقة.
رسالة في عيدها
في عيدها، نقول للقوات المسلحة:
نحن معكم، في الخندق ذاته، نكتب، نعمل، نزرع، ونبني تحت حمايتكم.
أنتم فخرنا في المحافل الدولية، وعنوان استقلالنا الوطني.
نعاهدكم أن نكون سندًا لكم كما كنتم دائمًا درعًا لنا.
آخر الكلام:
في عيد القوات المسلحة، نترحم على الشهداء، ونتضرع إلى الله أن ينصر الحق، ويعيد للوطن أمنه وسلامه ووحدته.
فكل عام وجيش السودان في عزة وكرامة، وكل عام وسلاحه مرفوع في وجه الظلم والعدوان، وكل عام وأنتِ يا قواتنا المسلحة صاحبة الشرف الرفيع.